للإيقاع بمن عليه العين والنية يتأرجح البنات والشباب بين وصفات الجدات وسيناريوهات الأفلام، إلا أن المدونات أصبحت النافذة الرئيسية لكل الخطط والألاعيب. مرتبط؟ احترس البنات لم يعودوا غلابة زى زمان، فللحصول على شريك حياة فى زمن أصبح فيه شبح العنوسة يهدد قرابة ثلاثة ونصف مليون بنت فى سن الزواج، يحتاج الموضوع إلى تكتيك مختلف حتى يذهب الشاب برجليه للمأذون. يقول الدكتور علاء مرسى، خبير العلاقات الإنسانية وأستاذ الطب النفسى: «العلاقة بين الطرفين تفتقد السلاسة، فكل طرف يسعى إلى أن يكسب بنط على حساب الآخر، تماما مثل مباراة كرة قدم بين فريقين». وإذا كانت الأفلام العربية منجما للبنات يمدهم بالأفكار بدءا من فنجان القهوة الذى وقع على البنطلون و«كبسة» الأب والأخ إلى ما غير ذلك.. «إلا أن هذه الطرق حفظت عن ظهر قلب» على حد تعبير سها، 18 سنة. تعلق هدى 22 سنة طالبة بكلية الإعلام: «هناك طرق تقليدية قديمة لم تعد فاعلة مثل طريقة لبنى عبدالعزيز فى فيلم الوسادة الخالية: جالى عريس، أهلى موافقين ويضغطون على. وإذا كان عبدالحليم كان عنده دم فشباب اليوم سوف يكون لهم رد فعل مختلف، إما سيقول ألف مبروك بالتوفيق أو سيرفض أن يوضع فى خانة اليك ويهرب بالانسحاب، خاصة أن الكثيرين من الشباب ليسوا جادين فى العلاقة بسبب أعباء الزواج ورطرطة البنات!». احتياج موضوع الارتباط لإستراتيجيات جديدة على المدى القريب والبعيد ربما كان هو السبب وراء نجاح كتاب أمل محمود الذى تقدم فيه 186 نصيحة للبنات علشان «السنارة تغمز». تقول الكاتبة « حطيت فى هذا الكتاب خلاصة تجاربى وخبرتى سواء كإنسانة أو ككاتبة متخصصة فى العلاقات الإنسانية، كل يوم بيجيلى مشكلات من بنات كتير مش عارفين إزاى يتعاملوا أو ياخذوا حق ولا باطل مع الرجالة، قررت أكتب الكتاب ده عشان يعطى كل بنت خبرة ويوفر لها 1000تجربة عاطفية على الأقل. الكتاب ده عبارة عن قوانين لازم كل بنت تعمل بيها لو عايزة تلاقيلها حوت أو درفيل أو حتى قرموط يشبك فى سنارتها. لازم كل ست تطبقها فى حياتها لو عايزة تعيش سعيدة وتصطاد جوزها تانى وتالت من أول وجديد !» مرجع أمل محمود الصغير يلاقى رواجا كبيرا فى الوسط النسائى، فسهام سكرتيرة فى العشرين تؤكد أن شلة بنات النادى يتداولن الكتاب ويتناقشن فى محتواه كثيرا. وإذا كانت أهم النقاط التى تتحدث عنها أمل فى كتابها هو إن البنت لازم تعطى الانطباع أنها كائن فريد أو ملكة متوجة أو نجمة فى السماء لازم الولد يتعب جدا إلى أن يصل إليها. صحيح البنت هى «اللى بترمى السنارة» لكن الولد لازم يقطع نفسه ليلتقط الطعم. وعلى هذه النغمة تدور حوارات البنات فى الكثير من المدونات النسائية على شبكة الإنترنت بحيث تسعى كل فتاة عن طريق أسلوبها فى السرد إلى تبادل الخبرات مع أخريات، هناك ما بين السطور ملمح من ملامح تجربتها الشخصية. «المدونات أصبحت نافذة مفتوحة تتيح لنا أن نتواصل بشكل واسع مع بنات من ثقافات مختلفة بهدف التعرف على وسائل أكثر جاذبية وحداثة، مش محروقة عند الجنس الخشن»، كما تقول مروة 25 سنة التى استخدمت بنجاح إحدى الخطط التى قرأتها على المدونات لترغم صديقها على دخول القفص الذهبى: «أنا أخذت المبادرة، فاتحته فى الزواج أو بمعنى آخر وضعته بوضوح أمام الأمر الواقع. حتى لا يشعر أننى مدلوقة عليه لجأت إلى نصائح الجدات الموجودة فى الموروث الشعبى: اتقلى على الرز يستوى. تركته يفكر واختفيت من حياته أسبوع، وكلما راودتنى لحظات ضعف وكدت أكلمه على الموبايل أو أرسل له برسالة أتراجع فى آخر لحظة وأقول لنفسى هذه أيام مصيرية، بعدها سيتحدد مستقبل العلاقة. وبعد عشرة أيام وجدته يتصل ونجحت الخطة». ولأن لكل فعل ردة فعل فإن الرجال قد يتبادلون أيضا الخبرة عبر الإنترنت. تحت عنوان «علّى قيمتك قدام الحريم» تحاول المدونة شرح كيفية «تظبيط البنات». وبما أن البنات عرفن ذلك فبعضهن تسعى للتجول على مدونات الجنس الآخر بهدف التعرف على إستراتيجيات المعسكر المضاد. تقول رحاب طالبة فى التاسعة عشرة من عمرها: «إحنا بدورنا نتعرف على نظريات التظبيط لنحرق ورقهم. فمدونة تظبيط مفيدة لأنها ببساطة قراءة فى عقول الجنس الخشن وطرقه ونظرياته التى يعتقدون أنهم يفكوا بها شفرة الجنس الناعم ويعرفوا كلمة السر لكل بنت حسب شخصيتها». لعبة القط والفأر التقليدية انتقلت إلى شاشات الكمبيوتر وإن ظلت فحواها لا تختلف كثيرا عن نصائح الجدات، فالمعركة أزلية.