الإندونيسى يحرص على صلاة التراويح وتزيين منزله وتناول «الكولاك» فى الشهر الكريم. يستقبل مسلمو إندونيسيا شهر رمضان بمظاهر احتفالية تميزهم عن سائر مسلمى العالم، حيث تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بصورة كبيرة خلال شهر رمضان. ومن مظاهر استقبال الشهر الكريم فى إندونيسيا، وهى أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين فى العالم والتى يمثل فيها السكان المسلمون نسبة تزيد على 85% من إجمالى عدد سكانها البالغ حوالى 238 مليون نسمة (وفق إحصاء عام 2010)، الاهتمام بمنازلهم وتزيينها ووضع الزخارف عليها وكذلك تزيين الشوارع ورفع اللافتات. ويولى الاندونيسيون عناية كبيرة بالمساجد على نحو خاص, حيث يحرصون على أداء صلاة التراويح فى كافة مساجد الأرخبيل الإندونيسى خاصة مسجد الاستقلال بجاكرتا أكبر مساجد إندونيسيا والذى استغرق بناءه 17 عاما. ومن التقاليد والعادات الرمضانية فى إندونيسيا قيام المطاعم والمقاهى بإغلاق أبوابها فى نهار رمضان كما تغلق النوادى الليلية خلال الشهر كمظهر من مظاهر الاحترام, كما تقدم المساجد وجبات الإفطار المجانية للصائمين. وتستقبل إندونيسيا الشهر الكريم بقرع الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم «البدوق»، وهى طبول ضخمة يتم قرعها فور الإعلان عن حلول شهر رمضان حيث تجوب الشوارع شاحنات صغيرة تحمل «البدوق», ويقوم الشباب بقرعها للاحتفال بقدوم رمضان كما تقرع هذه الطبول قبيل أذان المغرب مباشرة إيذانا بحلول موعد الإفطار وتعتبر هذه الطبول رمزا للشهر الكريم فى إندونيسيا. وتختلف موائد الإندونيسيين فى أيام رمضان حيث يقبلون على تناول أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه ويبدأ الصائمون إفطارهم بأنواع مختلفة من المشروبات مثل شراب «تيمون سورى» وهو نوع من الشمام، كما يحرص الكثيرون منهم على الإفطار على التمر واللبن اقتداء بسنة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويقبل الإندونيسيون على تناول البطاطا حيث يقومون بسلقها وخلطها بالسكر البنى وجوز الهند ويطلق الإندونيسيون على هذا النوع من حلوى البطاطا «الكولاك». ويحتل الأرز مكانا رئيسيا على موائد الإندونيسيين سواء فى رمضان أو فى شهور السنة الأخرى ويقدم فى صور عديدة أشهرها الأرز المسلوق الأبيض والأرز المحمر الذى يعرف باسم «ناسى جورينج»، ويقدم إلى جانب الأسماك أو الدجاج أو اللحوم. وعادة ما يؤدى الإندونيسيون صلاة المغرب مباشرة بعد تناول المشروبات والحلوى الرمضانية سريعا, ثم يعودون للتجمع على مائدة الإفطار لتناول الوجبة الرئيسية. ويستعد الإندونيسيون بعد الإفطار لأداء صلاة العشاء والتراويح فى المساجد والزوايا الصغيرة أو فى ساحات المنازل الواسعة، ويكثر الإندونيسيون من الذكر وتلاوة القرآن وحضور الندوات والدروس الدينية بالمساجد والتى تعرف باسم «تدارس» ويخلدون للنوم عقب صلاة التراويح والاستيقاظ قبل الفجر لتناول وجبة السحور. أما الشباب فيتجمعون بالقرب من المساجد لترديد الأناشيد والابتهالات الدينية حتى موعد السحور، حيث يوقظون النائمين من أجل السحور مستخدمين الطبول التقليدية الكبيرة «البدوق». ويتميز سكان العاصمة الإندونيسية جاكرتا وخاصة سكانها الأصليين الذين يعرفون باسم «البتاويين» بترحيبهم الخاص برمضان الذى يغير من عاداتهم اليومية المعروفة لتظهر عاداتهم وتقاليدهم التى ارتبطت بالشهر الكريم.