صرح سفير إندونيسيا بالقاهرة بأن هناك الكثير من أوجه التشابه التى تجمع بين مسلمى مصر وإندونيسيا فى استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان المبارك وفى العادات والتقاليد الرمضانية التى يلتزمون بها طوال الشهر الكريم مؤكدا على النهج الإسلامى المعتدل الذى تتبناه الدولتان والبعد عن التعصب وكفالة حرية العقيدة والتعايش مع معتنقى كافة الديانات والمذاهب الأخرى. ووجه السفير نور فائزى سوواندى والذى تعتبر بلاده أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين فى العالم التهنئة إلى أبناء شعوب الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك متمنيا لهم أداء العبادات بكل الصدق والإخلاص فى هذا الشهر الكريم. وأعرب السفير فى حديثه للوكالة عن أمله فى أن تتحقق الرفاهية والسلام لأبناء الشعوب الإسلامية والعربية داعيا الله أن يقيهم ويحميهم من الأزمات والمصائب والكوارث الطبيعية وأن يعم الأمن والأمان ربوع مصر وإندونيسيا وسائر بلاد المسلمين والعرب. وردا على سؤال حول أوجه التشابه والاختلاف فى الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان فى إندونيسيا ومصر وغيرها من الدول العربية قال السفير نور فائزى سوواندى إن هناك الكثير من أوجه التشابه وأن الاختلافات لا تذكر، فالأجواء الرمضانية متشابهة حيث ترفع الزينات فى الشوارع ومنازل المواطنين إلى جانب اللافتات التى ترحب بقدوم الشهر الكريم كما تقام "أسواق رمضان" لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة والحرص على أداء صلاة التراويح فى المساجد وحضور الدروس والندوات الدينية والاعتكاف فى المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان. وذكر السفير أن من بين العادات المشتركة التى يلتزم بها مسلمو مصر وإندونيسيا قبل حلول شهر رمضان بعدة أيام هى قيام الأسر بزيارة المقابر والاهتمام بها وتلاوة القرآن الكريم ترحما على أرواح أقاربهم وأحبائهم الراحلين مشيرا إلى أن من أوجه التشابه أيضا بين عادات مسلمى مصر وإندونيسيا فى شهر رمضان إقبال الصائمين فى كل دولة من الدولتين على أنواع معينة من المأكولات والوجبات والأطباق الشهية التى يكثرون من تناولها خلال الشهر الكريم وتحتل مكانا رئيسيا على مائدة الإفطار. وفى معرض إعرابه عن إعجابه بما أسماه برمز رمضان فى مصر وهو "فانوس رمضان" أوضح السفير الإندونيسى سوواندى يقول إن "مصر تتميز بتقليد رمضانى فريد يميزها عن سائر دول العالم وهذا التقليد يتمثل فى فانوس رمضان الذى نراه فى مصر خلال شهر رمضان بأحجام مختلفة فى معظم الأماكن وأصبح رمزا للشهر الكريم فى مصر إلى جانب موائد الرحمن التى تعادل تقديم المساجد فى إندونيسيا لوجبات الإفطار المجانية للصائمين خلال الشهر الكريم". وذكر السفير الإندونيسى أن لإندونيسيا رمزها الرمضانى الخاص بها أيضا والمتمثل فى الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم "البدوق" وهى طبول ضخمة يتم قرعها قبيل آذان المغرب مباشرة إيذانا بحلول موعد الإفطار فى مختلف أقاليم إندونيسيا مشيرا إلى أن قرع هذه الطبول فى إندونيسيا تماثل انطلاق مدفع الإفطار فى مصر. وذكر أن الطبول الإندونيسية الضخمة "البدوق" تستخدم أيضا فى الاحتفالات باستقبال الشهر الكريم فى إندونيسيا حيث يجوب الشباب والأطفال الشوارع فى العاصمة جاكرتا وفى مختلف مناطق إندونيسيا الأخرى بمجرد إعلان وزارة الشئون الدينية الإندونيسية عن بدء شهر الصوم وهم يدقون هذه الطبول التى توضع على شاحنات صغيرة مع مكبرات للصوت كمظهر من المظاهر الاحتفالية بقدوم رمضان وكذلك خلال الاحتفال بحلول عيد الفطر فى نهاية الشهر. وحول أنشطة السفارة الإندونيسية بالقاهرة فى رمضان قال السفير نور فائزى سوواندى إنه يوجد فى مصر نحو أربعة آلاف طالب إندونيسى يدرسون فى الأزهر الشريف وأن السفارة ترعى هؤلاء الطلاب بصورة دائمة وخاصة فى رمضان وتدعوهم إلى مقرها فى شكل مجموعات لحضور إفطار جماعى على مدار الشهر الكريم يتناولون خلاله الأطعمة والوجبات الرمضانية الإندونيسية ويستمعون إلى محاضرات دينية يلقيها يوميا أحد الطلاب من بين مجموعة من طلاب الأزهر الإندونيسيين الذين يتم اختيارهم لهذه المهمة كما يؤدون صلاة التراويح ويتدارسون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وأشار السفير إلى أن المركز الثقافى الإندونيسى بالدقى يمثل محورا للأنشطة الرمضانية للجالية الإندونيسية بمصر حيث حرصت السفارة على تجديد المسجد الذى يجتمع فيه أعضاء الجالية الإندونيسية فى رمضان من كل عام لإحياء ليالى رمضان وأداء صلاة التراويح وتلاوة وتدارس القرآن الكريم حتى منتصف الليل مضيفا أن السفارة تعودت على إقامة أمسية رمضانية ثقافية وفنية فى دار الأوبرا بالقاهرة فى إحدى ليالى رمضان وتقوم السفارة بدعوة الضيوف لحضور هذه الليلة حيث تقدم الفرق الفنية الإندونيسية مقتطفات متنوعة من الفنون الإندونيسية والمصرية بالإضافة إلى فقرات للإنشاد الدينى. وأضاف السفير أن شهر رمضان يتيح له فرصة توثيق صلاته بنظرائه من السفراء وخاصة سفراء الدول الإسلامية والعربية وبأصدقائه من المصريين سواء كانوا من المسئولين الحكوميين أو من رجال الصحافة والإعلام أو من المصريين المحبين لإندونيسيا الذين تربطهم صلات أخوية بالسفارة وأنه يحرص على دعوة الأصدقاء للتلاقى على مائدة الإفطار الجماعى فى دار الضيافة بمقر إقامته بالقاهرة.