بينما يرتفع صوت آذان المغرب، إيذانا بحلول لحظة الإفطار، تبدأ يد الغدر فى إطلاق رصاصاتها وقذائف ال«آر.بى.جى» والأسلحة الثقيلة، تجاه الأكمنة والمواقع الأمنية، لتهرع سيارات الإسعاف للأماكن المستهدفة من قبل المسلحين لتنقل المصابين من رجال الجيش والشرطة للمستشفيات، بينما تستعد مشرحة مستشفى العريش العام لاستقبال جثامين الشهداء منهم. منذ بدء عمليات استهداف المسلحين لقوات الجيش والشرطة الجمعة 5 يوليو بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، لم تختلف مواعيد تنفيذ مخططاتهم التى دائما ما تكون ما بين وقت الافطار وآذان الفجر، لتبلغ حصيلة الاستهدافات 73 ضابطا ومجندا، من بينهم 11 مدنيا، كما أصيب أكثر من 100 من بينهم 11 مدنيا. الأوقات التى تختارها العناصر الإرهابية، يصعب معها تواجد شهود عيان على تلك الحوادث، فالشوارع غالبا ما تخلو من المارة. يقول محمود عبدالله من أهالى مدينة العريش، يسكن بجوار مقر إدارة الحماية المدنية الذى استهدفه مسلحون بقذائف ال«آر.بى.جى» وقت غروب شمس يوم الاثنين، واسفر عن استشهاد المجند محمد شعبان أحمد، 29 عاما، بعد إصابته برصاصة فى الرأس، وإصابة 3 آخرين، إنهم سمعوا صوت انفجار شديد أعقبه صوت إطلاق نار كثيف وقت آذان المغرب، وعند خروجه من منزله وجد آثار الدمار على المبنى وتجمع الأهالى لإنقاذ المصابين، بينما حضرت سيارات الإسعاف فى أقل من 10 دقائق من وقوع الحادث. «احنا عايزين الجيش يقضى على الكبار، لكن الشباب دول عيالنا» يقف رجل فى الخمسين من عمره يتفقد آثار قذيفة ال«آر.بى.جى»، محملا جماعة الإخوان المسلمين مسئولية الأحداث، خاصة محمد البلتاجى، وأن القيادات هى التى تحرك الشباب صغير السن قليل الخبرات. على الجانب الآخر، تشن أجهزة الأمن عمليات مضادة، حسبما يؤكد شهود العيان، الذين أكدوا تعقب الجيش للعناصر الإرهابية والمطلوب ضبطها، مشيرين إلى قيام الفرقة 777 بمداهمة منزل أحد المواطنين يدعى محمد العزازى، حيث ألقت القبض عليه بعد فجر يوم الأحد كونه ذا صلة بالأحداث، فيما تشهد عدة مناطق مختلفة عمليات تمشيط ومداهمة للبحث وإلقاء القبض على المسلحين. يرى الأهالى أن رد فعل القوات المستهدفة لا يتغير، فهى تكتفى بإطلاق الرصاص على الجناة دون ملاحقة ومطاردة تلك العناصر، مما يساهم فى تكرار الجرائم.