سادت حالة من الهدوء الحذر أمام البوابة الرئيسية لمشرحة زينهم، فى انتظار وصول جثامين ضحايا اشتباكات «النصب التذكارى»، فجر أمس، بين قوات الأمن ومؤيدى الرئيس السابق محمد مرسى، وهو ما أسفر عن مقتل 25 شخصا، حتى ظهر الأمس، بحسب البيان الرسمى الصادر عن وزارة الصحة. وقالت مصادر طبية إن إدارة المشرحة تم إبلاغها بوصول 25 جثة، إلا أن الحالات التى وصلت إليها هى 6 قتلى فقط، موضحة أن «المشرحة أعلنت حالة الطوارئ القصوى، واستدعت جميع الأطباء والعاملين فيها، للانتهاء سريعا من تشريح الجثامين، وتسليمها إلى ذويهم، تمهيدا لإتمام إجراءات الدفن». ورصدت «الشروق» دخول حالتين فقط من مؤيدى الرئيس السابق، هما كارم عبدالله، 36 سنة، ومحمود سعيد، 15 سنة، الطالب بالصف الثالث الإعدادى، واللذين ينتميان لمحافظة المنوفية، وكانا ضمن المعتصمين فى منطقة رابعة العدوية منذ شهر كامل. وقال والد محمود ل«الشروق»، إنه حضر إلى اعتصام رابعة العدوية مع ابنه منذ اليوم الأول له، مضيفا أن أعداد المتظاهرين تزايدت، لتصل من منطقة الاعتصام إلى النصب التذكارى، فأراد المعتصمون توسيع مكان الاعتصام، وبناء خيام أمام المنصة، وخرج عدد منهم فى مسيرة إلى كوبرى 6 أكتوبر، وهناك قابلتهم الشرطة بقنابل المسيلة للدموع. وأشار والد محمود إلى أن الشرطة حاولت إجبار المتظاهرين على التراجع مع تزايد أعدداهم، «لكن بالطبع لا يوجد تراجع مننا، فبدأت فى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش باتجاهنا فى منتصف الليل، ثم بدأ بعدها فى إطلاق الرصاص الحى، وهو ما أدى لإصابة محمود بطلق فى الصدر»، كما أصر على تصوير جثة ابنه عند دخولها المشرحة، قائلا «قتلوا أولادنا بقناصة»، ثم رفع الملابس عن جثة ابنه ليظهر مكان الإصابة. أما كارم عبد الله، فكانت جثته هى الأولى فى الوصول إلى المشرحة، ووفقا لرواية أسرته، هو من محافظة المنوفية، ولديه طفلان، ووصل إلى منطقة رابعة العدوية للاعتصام ضمن مؤيدى مرسى فى اليوم الأول لبدئه، وأشار أحد أفراد الأسرة إلى إصابته بطلقين ناريين فى الرأس والصدر، كما أصر أيضا على تصوير جثته، وإظهار مكان الإصابة، واصفا ما حدث بأنه مؤامرة تمت بيد قناصة. وظهرت علامات الغضب على ملامح أهالى الضحايا، الذين رددوا هتافات معادية لوزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، كما اعتبروا أنفسهم جميعا «شهداء حتى عودة مرسى إلى الحكم»، مشددين على أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم، حيث وصفوا ما حدث بأنه تم بموجب خطة بين إسرائيل والسيسى، لتحويل مصر إلى سوريا، «بعد التفويض الذى حصل عليه من ال20 ألف متظاهر الذين تواجدوا فى ميدان التحرير»، على حد قولهم.