رصد تقرير لموقع دويتشه فيله منتجات الفنانة التشكيلية الألمانية، هينريتا لامب، المصنوعة من الخزف المزركش بخطوط وكلمات عربية، وتحظى بقبول واسع من جمهور من الألمان الذين يترددون على معارضها والمهتمين بسمات الفن العربى القديم من الخزف. بدأت الفنانة الألمانية مشوارها مع فن الخزف فى عام 1977 عندما انتهت من دراسة فن التصوير، ثم اتجهت بعده مباشرة لدراسة فن الخزف فى النرويج وفرنسا. ومنذ ذلك الحين لم تنقطع عن ممارسة هذا الفن سواء بالتصنيع أو التدريس، فهى تقوم بتنظيم دورات فى تعليم فن صناعة الخزف للصغار والكبار فى ورشتها الخاصة فى مدينة توبنجن، وهى أيضا عضو فى لجنة فرز التحف الأصلية التابعة للدولة وعضو رابطة الفنانين التشكيليين فى فورتومبرج. فى معرض السيدة لامب الدائم فى توبنجن، يقف المشاهدون صفوفا يتأملون ويتفحصون العبارات العربية المنقوشة على الأكواب والأطباق الخزفية الموضوعة أمامهم. ابتسامات الفنانة الألمانية حاضرة دائما وهى ترد على أسئلة الزبائن الفضولية بشأن غموض الخط العربى المنقوش على القطع الخزفية المعروضة أمامهم. وتقول لامب فى التقرير زاد فضولى عندما اقتربت منها أكثر، وأشرت إلى كوب مكتوب عليه «اصرف ما فى الجيب.. يأتيك ما فى الغيب»، وفى سؤال عما إذا ما كانت تعرف معنى تلك العبارة المكتوبة؟ وهل هى فقط ترسم الخط العربى دون أن تهتم بمعرفة المعنى؟، ابتسمت وقالت: «بالطبع، فانا أتعلم العربية منذ عشر سنوات، حتى استطيع استيعاب بعض جوانب الثقافة العربية التى تأثرت بها». تكتب السيدة لامب على منتجاتها الخزفية أيضا عبارات دينية، وحكم، وأقوال مأثورة عربية مثل «الله جلً جلاله» أو «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، «وربِ اشرح لى صدري»، وكلمات أخرى متناثرة مثل «الحب» أو «الصدق» أو«الأمانة». وهى تقوم بترجمة كل عبارة وتضعها داخل الإناء أو الكوب الذى يحمل معناها، حتى يجعل المشاهدين قادرين على فهم المعنى المكتوب. أسعار المنتجات الخزفية فى معرض خزف السيدة لامب متنوعة، فالكوب يصل على سبيل المثال ثمنه إلى 14 يورو والطبق إلى ثلاثين. وفى هذا السياق تقول: «إن أكثر الإقبال من الزوار يكون على الفواحات العطرية التى تحمل عبارات الحب والمودة. ومن أكثر العبارات تحديدا التى يشتريها الجمهور هى أطباق الديكورات التى تحمل الآية القرآنية «رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمري». لا تبدى السيدة لامب ارتياحا كاملاً عن خطها العربى، وتقول: «إننى لا أجيد الخط العربى مثل الخطاطين العرب، إلا أننى اشعر به واعتبره أحد أشكال الديكورات المبهرة»، وتضيف قائلة: «أنا أعرف أن الخط العربى له قواعد صارمة تتحكم فى طريقة تشكيله على اللوحات الفنية، وهذا هو ربما السر الذى يجعل الخط العربى مادة خصبة فى يد الفنانين التشكيليين».