ما أن «تحولت الولاياتالمتحدة عن الرئيس (السابق محمد) مرسى»، على حد تعبير قناة إن بى سى الأمريكية، حتى بدأ الإعلام الأمريكى يرصد مستقبل جماعة الإخوان المسلمين، وكأنه اعتراف بثورة 30 يونيو، التى أطاحت حكم أكبر فصائل الإسلام السياسى. وتساءلت قناة ان بى سى الإخبارية الأمريكية عن الطريق الذى يمكن أن تسلكه الجماعة التى «تشعر الآن بأن السلطة سرقت من بين أيديها».
وقالت القناة إن أمام الأفراد من الجماعة طريقان إما أن يختبئوا أو أن يرفعوا أصواتهم بمعارضة إزاحتهم عن السلطة فيما درجوا على وصفه بأنه «انقلاب».
وتابعت القناة فى تقريرها الذى نشرته على موقعها الإلكترونى أمس أن الإخوان يعتقدون أنه لا يوجد لديهم سبب وجيه لأبعادهم عن السلطة والعودة إلى عصر مبارك، حيث عليهم العمل تحت الأرض فى انتظار فرصة للعودة للسلطة.
وإزاء هذا تنصح ان بى سى الإخوان المسلمين أن يقلدوا «النموذج التركى» الذى كثيرا ما روجوا له وتغنوا به، بل كان فى بعض المواطن أحد أسباب اقتناع بعض أبناء الطبقة الوسطى بهم وبمشروعهم.
من المعروف أن الجيش التركى أجبر رئيس الوزراء الإسلامى الأسبق نجم الدين أربكان (الأب الروحى لرئيس الحكومة الحالية رجب طيب أردوغان) فى 1997 على الاستقلال فيما عرف ب«الانقلاب الناعم»، لكن الإسلاميين الأتراك رضوا بالأمر الواقع ونظموا صفوفهم ليعودوا أقوى من السابق، وليحكموا تركيا منذ 2002 وحتى الآن.
لكن من ناحيتها أشارت نظيرتها الأمريكية سى بى إس إلى الدروس التى يجب على الإخوان تعلمها. واعتبرت الشبكة الإخبارى سى بى اس أن أول الدروس التى يجب أن يتعلمها الإخوان هى أنهم لم يكونوا مستعدين لحكم مصر أو إدارة اقتصادها المتهاوى. كما أنهم عمدوا للاستئثار بالسلطة واستبعاد جميع من عاداهم، حيث أخلفوا وعدهم بأن إدارتهم للدولة ستكون عبر شعار «مشاركة لا مغالبة»، فيما فشل الرئيس السابق أن يكون «رئيسا لكل المصريين»، وهو ما ظهر بقوة عند تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور.
وتابعت أن الدرس الثالث هو عدم معاداة الدولة وأجهزتها الراسخة مثل القضاء والإعلام والشرطة والبيروقراطية المصرية الضخمة.
لكن أيا ما كان خيار الإخوان المسلمين، والدروس التى تعلموها أو لم يتعلموها، فإنه من المؤكد أن الإسلاميين فى العالم العربى كله سيترقبون قرارهم الذى سيؤثر حتما على جميع فروع الإخوان المسلمين العرب.