شهدت أسعار السلع الغذائية فى مصر ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الحالى، حيث ارتفعت أسعار الزيوت والعدس واللحوم الحمراء والبيضاء والأرز والسكر والشاى والدقيق والخضروات لتصل إلى مستويات قياسية، وبلغت نسب الزيادة فى بعض الأحيان أكثر من 35% مقارنة بالعام الماضى، ومع اقتراب حلول شهر رمضان، لم تجد الأسر المصرية سوى التزاحم على الهايبر ماركت للحاق بالعروض الترويجية التى تجذب بها العملاء. «اشترى علبة جبنة واحصل على الأخرى هدية».. «خصم 20% على زيت الزيتون».. «تخفيضات مميزة على منتجات الألبان والجبن»،.. هذه العروض هى التى دفعت المستهلكين للتكالب على الهايبر ماركت لشراء مستلزماتهم.. ف«شراء جميع الاحتياجات من الهايبر، مع وجود بعض العروض مميزة، يوفر من الميزانية المخصصة لهذا الشهر، مقارنة بشراء هذه الاحتياجات من محال البقالة الصغيرة التى لا تقارن عروضها بما هو مقدم فى الهايبر ماركت»، تقول عفاف، ربة منزل وأم لثلاثة أبناء، والتى قررت أن تذهب إلى هايبر ماركت قريب من منزلها لشراء مستلزمات رمضان مرة واحدة، والاستفادة من العروض.
كان معدل التضخم قد ارتفع فى شهر يونيو الماضى على المستويين الشهرى والسنوى، مدفوعا ليس فقط بزيادة اسعار السلع الغذائية، «فالأسعار ترتفع منذ بداية 2013، وإنما أيضا بزيادة إقبال الناس على الشراء استعدادا لرمضان»، بحسب عالية ممدوح، محللة الاقتصاد فى سى آى كابيتال.
وقد سجل معدل التضخم 1% زيادة على المستوى الشهرى فى يونيو، بعد أن سجل انخفاضا 0.2% فى مايو، بينما بلغ على المستوى السنوى 10.9% مقارنة ب9% الشهر الماضى.
وتقول عفاف «الاسعار ارتفعت بطريقة جنونية، وإذا كانت الأسر قد نجحت فى الاقتصاد من مصاريفها فى الشهور الماضية، إلا أنه مع قدوم رمضان يبدو ذلك مستحيلا.. فالأسر عادة ما تتجمع لتأكل مع بعضها بعد يوم صيام طويل، بالإضافة إلى العزومات»، مشيرة إلى أنها نجحت فى توفير ما يقرب من 20% من إجمالى فاتورة الشهر لأنها اشترت من الهايبر واستفادت من انخفاض الأسعار.
ويحتل الهايبر ماركت موقع الجيل الثالث فى تجارة المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بعد جيلى البقالة الصغيرة التقليدية والسوبر ماركت، ويقف فى موقف وسط بين تجارة الجملة والتجزئة.
شهر رمضان شهر تستعد له الأسرة المصرية استعدادا خاصا وتكرس له ميزانية خاصة كل عام، «من الممكن أن يتناول الغذاء فى كثير من الأحيان زوجى خارج المنزل فى الأيام العادية، ومن الممكن أن يأكل كل منا ساندويتشات إذا تأخر فى عمله، ولكن هذا السيناريو من الصعب حدوثه فى شهر رمضان، فمن أهم سمات هذا الشهر تجمع الأسرة يوميا لتناول الإفطار سنويا»، تقول هناء سالم، ربة منزل وأم لمهندس ودكتور.
وتضيف هناء أن الأسر المصرية تنتظر هذا الشهر من أجل لم شمل الأسرة «الذى يتفكك طوال السنة» من أجل التجمع وتبادل الزيارات، الأمر الذى يتطلب بحسب تعبيرها ميزانية خاصة تزيد على الأقل ما بين 30 و40% عن كل شهر آخر فى السنة.
ويقول عاطف، احد مسئولى خدمة العملاء فى هايبر، «معظم شركات الألبان تقدمت بعروض وتخفيضات مميزة لشهر رمضان، خاصة ان مبيعاتها ترتفع فى هذا الشهر لزيادة الطلب على الأجبان والزبادى».
ومع موجة الارتفاع فى الأسعار التى سجلتها بعض السلع فى الفترة الأخيرة، قررت إدارات بعض محال الهايبر تقديم تخفيضات لاسيما على السلع الأساسية، ولكن هذا «لا يعنى ارتفاع الأسعار على العام الماضى بما لا يقل عن 20 و30% فى الكثير من السلع»، يستطرد عاطف.
هذا الرواج «المحدود أيضا» الذى حققته محال الهايبر، واجهه تراجع كبير فى مبيعات محال البقالة الصغيرة، بحسب أشرف، صاحب محل بقالة فى المهندسين. «انخفضت مبيعاتنا هذا العام بما يقرب من 50% مقارنة بالعام الماضى، واقتصرت فقط على السلع الأساسية مثل المكرونة والزيت والأرز، بينما امتنعت كثير من الأسر عن شراء الياميش هذا العام بسبب ارتفاع سعره»، على حد قوله.
ويضيف أشرف «حتى شنط رمضان، مصدر الربح، انخفض الطلب عليها هذا العام، إلى ما يقرب من النصف، مما عزز فى خسارتنا».