«اعتادت أمى الاسراف فى شراء السلع الغذائية التى تفيض عن حاجة الاسرة معظم الوقت لكنها استعدادا ل30 يونيو فاقت كل التوقعات فقد قامت بشراء صفيحة جبن كاملة من تلك التى يجزئها السوبر ماركت ويبيعها بالكيلو. والأهم من ذلك انها اشترت جركنا كبيرا فارغا لشراء بنزين لتخزينه فى المنزل لوضعه فى سيارة العائلة عند الحاجة، خاصة أن المحافظة تعيش الازمة فى اسوأ صورها وقد يصل عدد السيارات فى كل طابور على البنزينة الواحدة إلى 300 سيارة»، هكذا استعدت والدة محمد، التى تعمل موظفة فى هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، ليوم 30 يونيو. وبينما اختلفت توقعات المواطنين حول ما يمكن ان يحدث فى مظاهرات 30 يونيو وما يمكن ان تتركه من تداعيات على الاوضاع الاقتصادية والاسواق بشكل عام، إلا أن الجميع اشترك تقريبا فى مخاوف زيادة الانفلات الامنى، التى تؤدى إلى تدهور الاسواق وارتفاع الاسعار، لذلك بدأ كثير من المواطنين فى تخزين كميات اضافية من السلع وبعض الاحتياجات الرئيسية اليومية.
«عادة ما اقوم بشراء كميات اضافية من المواد الغذائية مثل المكرونة والارز فى هذا الوقت من العام استعدادا لشهر رمضان لكنى هذا العام اضفت لها كميات اخرى خوفا من 30 يونيو»، هكذا استعدت مدام نعمة، التى تعمل مشرفة فى حضانة اطفال ما قبل المدرسة، لمظاهرات 30 يونيو.
واضافت «انا اخشى من عدم القدرة على الخروج إذا تدهورت الأوضاع يوم 30 يونيو والايام التى تليه، لذلك قمت بتخزين كميات اكبر من الاطعمة والخضروات المجمدة تكفى لمدة 10 ايام، وربنا يستر ان شاء الله ونستخدم هذا المخزون الاضافى فى رمضان».
إلا أن اميرة، موظفة فى شركة قطاع خاص، ترى ان اهم ما يمكن تخزينه هذه الفترة بعض الخبز الذى لا يمكن الاستغناء عنه، إلى جانب بعض المعلبات.
حمدى توفيق، الذى كان يعمل ضابط جيش برتبة لواء قبل خروجه إلى المعاش، قال ان كثيرا من المواطنين ومنهم زوجته قاموا بتخزين سلع اضافية ليس خوفا من ارتفاع الاسعار، ولكن من ان يحدث انفلات امنى شديد يضطر المحال إلى اغلاق ابوابها.
ورغم ان هدى التى تعمل موظفة فى الاذاعة والتليفزيون تتوقع حدوث مشكلة فى اسواق الاغذية، فإنها رأت ان اهم شىء يجب تأمينه فى الوقت الحالى هو بنزين السيارة، «لقد قمت بملء تنك سيارتى لأول مرة حتى نهايته لأنى عادة لا اضع فيه الا كمية لا تزيد على النصف لأن عملى قريب من منزلى ولا استعمل السيارة كثيرا، وبذلك سأرحم نفسى فترة طويلة من طوابير البنزينات واضمن وجود وقود فى السيارة فى حالة استمرار هذه الازمة إلى ما بعد 30 يونيو»