ألمح الرئيس الإيرانى المنتخب أنه يبحث عن تسوية مع الغرب، وفى الوقت عينه أشار إلى أن هذه التسوية لن تشكل تغييرا كبيرا أو خروجا عن السياسات والاستراتيجيات التى وضعها المرشد الأعلى آية الله خامنئى. ويبدو أن هذا الكلام سيشكل الخطوط العامة التى ستعرضها إيران فى جولة المحادثات المقبلة مع الغرب والتى من المفترض أن تُعقد فى أغسطس المقبل.
فى المؤتمر الصحفى الأول الذى عقده روحانى بعد انتخابه، رسم حدود ونطاق التسوية التى لديه التفويض فى التوصل إليها من المرشد الأعلى. واستنادا إلى روحانى، فإن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم، لكنه لم يحدد معدل التخصيب، ولا ما سيفعله بكميات اليورانيوم المخصب، وهل سيحول جزءا من هذه الكميات من أجل صنع قضبان الوقود، أو ما إذا كان الجزء الآخر من اليورانيوم المخصب على درجة 20 % سيجرى إخراجه من إيران.
إن هذه التفاصيل هى نموذج لما لم يرد فى كلام روحانى، وكنا بحاجة إليها كى نفهم بصورة أوضح ما إذا كان روحانى يتوجه نحو تسوية حقيقية لموضوع التخصيب.
إن الاغراء الكبير الذى يعرضه روحانى على الغرب هو قبوله ب«الشفافية». والمقصود بذلك موافقته على رقابة المراقبين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للمنشآت النووية فى إيران.
من الواضح جدا، أن روحانى سيحاول اقتراح تسوية مع الغرب لن تكون مختلفة كثيرا عن المواقف التى عرضها المفاوضون الإيرانيون خلال العامين الأخيرين.
ومن الواضح ايضا أن الوضع الاقتصادى فى إيران هو الآن على رأس جدول أعمال الرئيس روحانى والمرشد الأعلى خامنئى، وقد شكل المؤتمر الصحفى لروحانى دليلا على هذا التحول.
ستثبت الأيام المقبلة مدى عمق هذا التحول. لكن فى هذه الأثناء، ستسمح النقاشات الدائرة بشأن الاقتراح الإيرانى الأخير ومحاولات الغرب التأقلم مع نهج الرئيس الإيرانى الجديد، للمشروع النووى بالمضى قدما فى اتجاه الهدف.
وحتى الآن يبدو أن الهدف ليس السلاح النووى، وإنما التوصل إلى القدرة على إنتاج هذا السلاح خلال أسابيع. ومن هنا يمكن القول إن إيران فى عهد روحانى ستصبح على عتبة الدولة النووية، وستبقى هناك حتى يجرى رفع الضغط عنها.