أعلنتُ فى تونس خلال الأسبوع الجارى عن مبادرة «فرصة»، وهى مبادرة جديدة من مبادرات رئاسة المملكة المتحدة لشراكة دوفيل ومجموعة الثمانى. توفر مبادرة «فرصة» الرعاية لما لا يقل عن 250 من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهى تركز على رواد الأعمال من النساء والشباب فى تونس والمغرب وليبيا ومصر والأردن واليمن. وسوف تجمع هذه المبادرة بين رواد الأعمال هؤلاء وشركات كبيرة راعية من أنحاء دول شراكة دوفيل ومجموعة الثمانى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمساعدتهم فى تطوير أعمالهم وتوفير فرص العمل للآخرين. إن زخم التغيير فى الدول التى تشهد التغيير تدفعه وعود اقتصادية غير محققة، وزيادة عدم المساواة وارتفاع نسبة البطالة، والرغبة بمشاركة أوسع ومساءلة أكبر فيما يتعلق باتخاذ القرارات السياسية. وإننى مازلت متفائلا بأن التغيير الذى حمله الربيع العربى سيحقق على الأجل الطويل أكبر فرصة لكى تنعم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالأمن والازدهار. لكن على الأجل القصير مازال المناخ الاقتصادى مليئا بالتحديات مثلما كان فى عام 2011، إن لم يكن أكثر.
وقد دعا القادة فى المنتدى الاقتصادى الدولى الذى عقد فى الأردن بشهر مايو إلى اتخاذ إجراء عاجل فى العالم العربى لتحسين توفر فرص العمل. وتحدثت الملكة رانيا قرينة العاهل الأردنى، باعتبارها من المجلس المؤسس للمنتدى الاقتصادى العالمى، عن «رؤية جديدة لتوفير فرص العمل فى العالم العربي». ورسمت فى كلمتها الختامية الصورة المرجوة للعالم العربى «حيث يعلّم رواد أعمالنا المعلمين على الابتكار، وحيث يتعلم الطلبة فى ساحات اللعب ويطورون أحلامهم فى غرف الدراسة. وحيث يؤسس شبابنا الشركات ويواجهون الفشل، ويستقون الإلهام من فشلهم ومن ثم يمضون لتأسيس شركات أكبر وأفضل».
نأمل أن تتمكن مبادرة «فرصة» من أن تلعب ولو دورا صغيرا بالمساهمة فى تحقيق تلك الرؤية. توفر هذه المبادرة الدعم والتوجيه من قادة شركات خاصة عريقة من أنحاء دول مجموعة الثمانى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذا يدعم النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل، وأيضا يغير المواقف تجاه ريادة الأعمال على الأجل الطويل. ومن شأن هذه الرعاية تشجيع ومواصلة التفكير المبدع وحل المشكلات وتنمية العزم وبناء الثقة الشخصية.
●●●
تبدأ الرعاية التى توفرها مبادرة «فرصة» بحضور ورشة عمل مكثفة مدتها 3 أيام يُشرح خلالها لكل من رواد الأعمال والجهات الراعية لهم طبيعة العلاقة بينهم، وما الذى يتوقعه كل طرف من الآخر، وتعريف رواد الأعمال على آخرين يواجهون صعوبات مماثلة لتلك التى يواجهونها. ومن ثم يتم الجمع بين رائد أعمال وشركة راعية بناء على خبراتهم وتطلعاتهم، ويعملون معا على مدى 12 شهرا، حيث تقدم الشركة الراعية دعما مستمرا لرائد الأعمال لكى يحقق أهدافه المرجوة بالعمل.
تستند مبادرة «فرصة» إلى طريقة رعاية مجربة وحققت النجاح طبقتها مؤسسة موغلى التى تقدم خدماتها فى الأردن والجزائر ولبنان والمملكة المتحدة. وخلال الإعلان عن مبادرة فرصة فى تونس الأسبوع الجارى التقيت بنادين أسمر التى تحدثت عن تجربتها الشخصية بالاستفادة من الرعاية، حيث شرحت لى كيف أن تلك الرعاية ساعدتها وساعدت شركتها. كانت نادين واحدة من أوائل المستفيدين من الرعاية التى تقدمها مؤسسة موغلى، وهى الآن واحدة من الشركاء المؤسسين لشركة الاستشارات الإدارية «بيوند للإصلاح والتنمية». وبعد أن استقت نادين الإلهام من تجربتها الشخصية، باتت الآن واحدة من مقدمى الرعاية عبر مؤسسة موغلى ومن أهم منظمى برامج الرعاية التى تقدمها هذه المؤسسة. وقد شرحت نادين قائلة إن «الكثير من الناس ليسوا معتادين دائما على إطلاعهم على معلومات حول أوضاع شركاتنا، إلا أنه من المفيد جدا أن تجد من يمكنك أن تتحدث إليه وتعمل معه للتخطيط لعملك ومراجعة استراتيجيتك».
وهناك الكثير جدا من أمثال نادين ممن يمكنهم الاستفادة من هذا النوع من الدعم. وإننى أحث جميع ذوى الخبرة من رجال وسيدات الأعمال فى تونس والمغرب وليبيا ومصر والأردن واليمن على معرفة المزيد عن مبادرة فرصة وكيف يمكنهم المشاركة فيها ودعم رواد الأعمال الشباب والنساء لمساعدتهم فى بناء مستقبلهم.
وزير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية
يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات عن مبادرة فرصة وشراكة دوفيل عبر الموقع الإلكترونى: forsa-mena.orghttpswww.gov.uk/government/publications/deauville-partnership