أصبحت مهنة الصيد في محافظة كفر الشيخ ، التي تنتج 40 % من إنتاج أسماك مصر، على المحك، وتحديدًا بعدما أصابتها أزمة السولار، التي تسببت بدورها في توقف المئات من مراكب الصيد المتواجدة ب«برج البرلس» و«برج مغيذل» و«الشخلوبة»، التابعة لمركز سيدي سالم. وعلى إثر ذلك، أصيب قطاع الصيد في المحافظة بالشلل التام، ما نتج عنة نقص الكمية المطروحة من الأسماك بأسواق الجمهورية، وما تسبب في ارتفاع أسعار مختلف أنواع الأسماك لأكثر من 70% عن ثمنها الحقيقي.
وفي إطار ما سبق، طالب مصطفى القصيف، رئيس مركز الوطن لحقوق الإنسان، بإقالة رئيس الحكومة وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة، بعدما عجز الرئيس وحكومته عن توفير احتياجات المصريين من السولار والكهرباء والري والقمامة والمرور.
وأضاف أنه يجب على الرئيس الرحيل، بعدما خلف وعوده للصيادين، وخصيصًا أن أكثر من أربعة آلاف صياد مسئولين عن 20 ألف فرد أصبحوا خارج الخدمة، وانضموا لطابور البطالة، وأصبح مصيرهم مجهول، نتيجة توقف مئات السفن عن العمل، بسبب عدم وجود السولار بمحطات الوقود.
وأكد أن الصيادين لن يصمتوا وسوف يخرجوا في 30 يونيه؛ للمطالبة بإسقاط الحكومة والنظام، نظرًا لعجزهم عن توفير أبسط الحقوق لهم.
بينما أكد أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين بكفر الشيخ، أن أكثر من 700 مركب صيد بالبرلس وبرج مغيزل وبوغاز رشيد، توقفت عن العمل تمامًا، ولم تخرج في رحلات صيد منذ أكثر من أسبوعين بسبب أزمة السولار، واكتفى العديد منهم بالتوجه إلى نهر النيل وبحيرة البرلس لصيد الأسماك بالشباك الصغيرة فقط، لضمان الحصول على القليل من الرزق لإعاشة أسرهم.
وأكد نبيل عطوان، نقيب الصيادين ببرج البرلس، أن أزمة السولار تسببت في خسائر يومية تعادل مليون جنيه بسب توقف أكثر من ثلثي أسطول الصيد بالبرلس عن العمل، وحدوث شلل تام بقطاع الصيد بمركز بلطيم سواء بالبحر المتوسط وبحيرة البرلس، ونادرًا ما تخرج سفينة للصيد، لا سيما بعدما نفذت جميع الاحتياطيات الاستراتيجية من السولار عند كبار الصيادين ومالكي المراكب وسفن الصيد.
وأشار إلى أن بعض الصيادين يذهبون إلى الإسكندرية والبحيرة والغربية والمراكز المحافظات الأخرى المجاورة، حاملين الجراكن من أجل البحث عن السولار.
وقال محمد عبدون، صياد من برج البرلس: "لا أعرف كيف سنعمل عند صاحب مركب الصيد وهو مديون للبنك بسعر المركب الذى اشتراه ولا يعرف كيف سوف يسدد الأقساط؟".
وذكر على متولى من صيادي برج مغيذل بمطوبس: "أزمة السولار، جعلتنا نشتريه بأضعاف ثمنه لدرجة أن سعر لتر السولار وصل إلى 4 جنيهات في بعض المناطق بالسوق السوداء، وعندما عجزنا عن شرائه بأسعار مرتفعة، قمنا باستخدام مراكب الصيد الشراعية الصغيرة وقمنا بغزل الشبك الصغير، حتى لا يصيبنا سوق البطالة وتموت أطفالنا وأسرنا جوعًا".
وأكد المهندس إبراهيم طلح فرج، وكيل وزارة التموين بالمحافظة، أن أزمة السولار والبنزين موجودة، ولكن ليست بتلك الصورة التي يصورها البعض، مشيرًا إلى أن جزء من الأزمة والمشكلة تتمثل في قيام السائقين وأصحاب السيارات ومافيا السوق السوداء بتخزين كميات كبيرة.
وأضاف أن هناك كميات من السولار والبنزين، قادمة للمحطات الوقود بكفر الشيخ، لتكفي وتزيد عن الاحتياجات اليومية التي تستهلكها السيارات وغيرها من الآلات ومراكب الصيد.