كشفت صحيفة جارديان البريطانية أن مصر تحتل المركز الرابع فى قائمة الدول الأكثر خضوعا لرقابة وكالة الأمن القومى الأمريكى، مشيرة إلى أن الوكالة جمعت 7.6 مليار تقرير معلوماتى من مصر من بين 97 مليار تقرير جمعته من دول العالم فى مارس 2013. ونقلت الصحيفة عن وثائق أمريكية سرية للغاية حصلت عليها، أن وكالة الأمن القومى طورت أداة لتسكين البيانات التى تحصل عليها من مراقبة أجهزة الحاسب الآلى وشبكات الاتصالات حول العالم.
واحتلت إيران، المرتبة الأولى بين الدول الأكثر خضوعا للرقابة، حيث جمعت منها الوكالة الأمريكية 14 مليار تقرير فى ذلك الشهر، ثم باكستان ب13.5 مليار، فالأردن ب12.7 مليار، ومصر ب7.6 مليار، فيما جمعت الوكالة 3 مليارات تقرير من الولاياتالمتحدة نفسها.
يذكر أن الوثائق السرية المدعومة بخريطة توضيحية للعالم، تمنح لونا لكل دولة بناء على عدد التقارير المعلوماتية التى تجمع منها ومدى خضوعها للرقابة من قبل وكالة الأمن القومى، وتتراوح الألوان من الاخضر (أقل خضوعا للرقابة)، فالأصفر ثم البرتقالى (مصر) وأخيرا الأحمر (الأكثر خضوعا للرقابة).
ويأتى ذلك الكشف السرى بعد أيام من إزاحة جارديان وواشنطن بوست الأمريكية، النقاب عن برنامج تجسس ضخم يعرف باسم بريزم، وتديره وكالة الأمن القومى لاستخراج بيانات المستخدمين المخزنة ضمن أجهزة خوادم شركات إنترنت أمريكية كبرى مثل جوجل وفيس بوك وأبل وياهوو وغيرها.
وبحسب التقارير الصحفية، دشن هذا المشروع عام 2007 خلال حكم الرئيس الجمهورى السابق جورج بوش الابن، وشهد نموا فى ظل الرئيس الديمقراطى باراك أوباما، واعتمدت عليه وكالة الأمن القومى بشكل متزايد وجعلته مصدرا للمادة الخام لتقارير المخابرات اليومية للرئيس.
إلا أن مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، نفى أمس الأول، أن يكون «بريزم» برنامجا سريا لجمع المعلومات، مؤكدا أنه نظام حاسوبى حكومى داخلى يستخدم «لتسهيل» طريقة معالجة الحكومة للمعلومات التى تجمعها من شركات تقديم خدمات الاتصالات، كما يشير إلى أنه مشروع قانونى «لا يستهدف المواطنين الأمريكيين ويهدف لإبقائهم آمنين».
فى المقابل، قال متحدث باسم مكتب رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية إن وكالة أمريكية للمخابرات طلبت رسميا، إجراء تحقيق جنائى فى تسريب معلومات سرية للغاية عن برامج مراقبة سرية تديرها وكالة الأمن القومى، مضيفا «تم تقديم تقرير جنائى».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئولين أمريكيين أن الإدارة الأمريكية بدأت فى مساعدة حلفائها فى منطقة الشرق الأوسط من خلال بناء دفاعاتهم للتصدى لترسانة إيران المتزايدة من الأسلحة الالكترونية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الإدارة ستقوم بمساعدة مماثلة فى دول آسيوية أيضا، كاليابان وكوريا الجنوبية، لاحتواء الهجمات على شبكات الحواسيب التى تقوم بها كوريا الشمالية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم امتناع المسئولين الأمريكيين عن ذكر قائمة محددة بأسماء الدول فى منطقة الخليج التى تشترك فى عملية المساعدة للتصدى للهجمات الالكترونية من قبل إيران، إلا أن القائمة تضم الدول التى تعد أكثر نشاطا فى تتبع شحنات الأسلحة الإيرانية، واعتراضها فى الموانئ وتقديم المعلومات المخابراتية للولايات المتحدة حول العمليات الإيرانية، لافتة إلى أنه من بين تلك الدول السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين