تعيش أحياء عدة فى محافظتى القاهرة والجيزة أزمة خانقة مع مياه الشرب، لتضاف إلى سجل حافل من أزمات انقطاعات الكهرباء والسولار، وتزداد الأزمة ضراوة مع العمارات والوحدات السكنية المخالفة فى مناطق العمرانية وفيصل والهرم وبولاق الدكرور. عدد كبير من المواطنين، الذين التقتهم «الشروق» أكدوا أنهم يعتزمون عدم سداد فواتير المياه للأشهر القادمة، فى منطقة ترسا بالمنيب، تشكو أم مصطفى (41 عاما، ربة منزل، وأم لأربعة أطفال أكبرهم ما زال يقف فى طابور البطالة)، من انقطاع المياه بشكل كامل، مشيرة إلى أنهم ينتظرون عودة المياه بالأيام، وعندما تجىء تكون غير صالحة للاستخدام الآدمى، وتابعت: «استطعنا التأقلم على لمبة الجاز، لانقطاع التيار الكهربائى باستمرار، لكن انقطاع المياه ليست له بدائل سوى العطش وقلة النظافة والبهدلة».
وقال أحمد صفوت (44 عاما بترسا) إننا نعانى من انفطاع المياه الدائم، وعودة المياه فى وقت متأخر من الليل، وحين تعود يكون لونها أصفر ولا تصلح للشرب، مشيرا إلى أنهم يسددون فواتير المياه بانتظام، وأنهم ضد اللجوء إلى قطع الطرق أو حصار المقار الحكومية والتسبب فى الفوضى.
وتشكو جميلة حسين (37 عاما، ربة منزل بأرض اللواء) من انقطاع المياه من المساء حتى الصباح، وفى أوقات أخرى يستمر الانقطاع من الصباح حتى العصر، وأنها باتت تعتمد على تعبئة الجراكن وتخزينها لمواجهة انقطاع المياه المتكرر، بالإضافة أن المياه عندما تأتى تكون ضعيفة وملوثة.
وقال جمال محمود (28 عاما، صاحب محل بقالة بأرض اللواء)، إن انقطاع الكهرباء أثر على تدفق مياه الشرب وتسبب فى انقطاعها بشكل دائم، مشيرا إلى أن هناك زيادة فى الاقبال على المياه المعدنية ولكن أسعارها ما زالت ثابتة.
ويؤكد محمد عطية حسن (24 عاما موظف بالسبتية) أن المنطقة تعتبر من أكثر الأماكن معاناة فى الحصول على مياه الشرب خاصة فى الايام الأخيرة، وأن المياه لا تصعد إلى الأدوار العليا إلا من خلال المواتير، وتكمن الأزمة فى أن انقطاع الكهرباء يؤدى إلى توقف هذه المواتير عن العمل.
ويقول محمد محمود (37 عاما، موظف بحى السبتية)، إن أزمة المياه لم يسبق لها مثيل، وأن الأزمة تزداد فى التفاقم كل يوم أكثر من الذى سبقه، مشيرا إلى أن أغلب أحياء القاهرة والمصالح الحكومية والمستشفيات وأقسام الشرطة وكل المنشآت العامة والخاصة بلا مياه.
وأشار منصور أحمد (33 سنة، موظف بالجيزة)، إلى أن ضعف المياه فى بعض المناطق سببه بعض السلوكيات السيئة والإسراف فى استخدام المياه، بالإضافة إلى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى عن بعض المناطق، مما يكون له دور فى ضعف المياه، مشددا على أهمية ترشيد المياه.
وقال ابراهيم عزت (36 عاما موظف بالعمرانية)، بأنه لم تعد هناك نية لدفع فواتير كهرباء أو المياه مرة أخرى، وأنه اتفق مع اهالى المنطقة على عدم دفع الفواتير فى ظل تجاهل الحكومة لأزمة انقطاع المياه، رغم معاناة اهالى المنطقة وتضررهم من انقطاع الخدمة بصورة متكررة.
ومن جانبه قال السيد نصر، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إن أحد أهم أسباب أزمات مياه الشرب وبعض الانقطاعات الجارية هو زيادة الضغط على الشبكة، كما تتعرض الشركة لظروف صعبة، منها عجز الميزانية الذى وصل إلى 2.8 مليار جنيه، فضلا عن تراجع نسبة تحصيل الفواتير لتصل إلى 52% فقط من إجمالى ما يجب دفعه وتسديده للشركة، وحذر نصر من خطورة عدم سداد الفواتير، لأن ذلك سيؤدى لمزيد من العجز.