«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تحقق من واشنطن في جذور أزمة تمويل المجتمع المدني
تعارض الرؤى.. القاهرة ضد واشنطن
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 06 - 2013

•أعضاء فى مجلس الشيوخ يحذرون من انهيار كارثى للعلاقات مع مصر
•مبارك فى علاقاته مع الولايات المتحدة: تصدٍ لا صدام
تلقى الشروق نظرة تحليلية عميقة على أصل مشكلة التمويل الأجنبى والمنظمات الأمريكية العاملة فى مصر، والتى تصاعدت على إثر صدور حكم محكمة جنايات القاهرة فى 4 يونيو بالسجن من سنة إلى 5 سنوات على 43 متهما بينهم 19 أمريكيا ليبدأ معها فصل جديد شديد التوتر فى ملف العلاقات المصرية الأمريكية.

بدأ عام 2012 فى علاقات القاهرة وواشنطن مبكرا، عندما داهمت قوات الأمن المصرية فى 29 ديسمبر2011 مكاتب 17 منظمة حقوقية غير حكومية، منها أربع أمريكية.

وكانت حجة الأمن فى مداهمة المقار «وجود أدلة على قيامها بممارسة أنشطة بالمخالفة للقوانين المصرية ذات الصلة، وثبوت عدم حصول أى منها على أية تراخيص أو موافقات من وزارة الخارجية المصرية أو وزارة التضامن الاجتماعى لفتح فروع لها فى مصر، وما يرتبط بذلك من جرائم أخرى وفقا لقانونى العقوبات والجمعيات الأهلية» حسبما ورد فى بيان صدر عن قضاة التحقيق المنتدبين من وزير العدل، حينها.

وأعلنت جهات التحقيق المصرية أسماء 43 تم إحالتهم إلى محكمة جنايات القاهرة، بتهمة إدارة وتأسيس فروع لمنظمات أجنبية داخل مصر وتلقى الأموال من جهات أجنبية وإنفاقها على أنشطتهم دون الموافقة من الحكومة المصرية.

كما منع جميع المتهمين المحالين إلى المحاكمة من السفر، واستمرار وضع المتهمين الهاربين على قوائم ترقب الوصول. وكان من بين هؤلاء المتهمين ستة مواطنين أمريكيين.

وتعمقت الأزمة بعد لجوء المواطنين الأمريكيين لسفارة بلادهم خشية تعرضهم للاعتقال خاصة بعد صدور قرار قضائى بمنعهم من السفر. وثارت ثائرة الإدارة الأمريكية بكل قطاعاتها بما فيها الكونجرس والبيت الأبيض ووزارة الخارجية.

كذلك تدخل البنتاجون على خط الأزمة بمكالمات تليفونية متكررة من كبار قادة الجيش الأمريكى لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وأكد وزير الدفاع الأمريكى للمشير طنطاوى استحالة استمرار اقناع الكونجرس بتقديم المساعدات العسكرية التى تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار دون الإفراج عن المواطنين الأمريكيين والسماح لهم بالعودة لبلادهم فورا.

ورغم التأكيدات المصرية أن منع الأمريكيين من السفر هو «شأن قضائى»، غادرت سيارات تابعة للسفارة الأمريكية جاردن سيتى متجهة لمطار القاهرة وعليها 13 متهما أجنبيا، من بينهم الستة الأمريكيون لتقلهم طائرة عسكرية أمريكية لبلادهم يوم 1 مارس 2012.

ولم يعرف لليوم سر وتفاصيل مغادرة الأمريكيين القاهرة، وفى الوقت نفسه تستمر محكمة جنايات جنوب القاهرة النظر فى القضية، وتطالب بإلزام النيابة بضبط وإحضار المتهمين الأجانب.

ثم جاء حكم محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مكرم عواد يوم الثلاثاء 4 يونيو بالسجن من سنة إلى 5 سنوات على 43 متهما بينهم 19 أمريكيا ليبدأ معها فصل جديد فى ملف العلاقات المصرية الأمريكية.
أثناء محاكمة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي

مبارك وأوراق الضغط
أنفقت المنظمات «المتهمة» منذ بدء عملها بمصر 2006 وحتى 2010 نحو 3.5 مليون دولار، ارتفعت إلى 55 مليونا خلال الفترة من فبراير 2011 وحتى يناير 2012، (أكثر من 12 ضعفا)، أغلبها على أوجه غير معروفة على وجه الدقة، حيث لم تخضع لرقابة حكومية.

وطوال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق حسنى مبارك «ألحت واشنطن على منح المنظمات الأمريكية غير الحكومية تصريحات للعمل فى مصر، وهو ما رفضه مبارك رسميا، جاعلا مصير هذه الجمعيات فى يده وحده» بحسب رواية وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط.

ويتابع أبو الغيط: هذه هى سياسة مبارك مع الولايات المتحدة «التصدى وليس الصدام».

جاء ذلك فى أعقاب قرار واشنطن فى 2005، إنفاق 25 مليون دولار سنويا من المعونة الاقتصادية لمصر على هذه المنظمات والمراكز فى تعاونها مع نظيراتها المصرية، ثم زاد هذا المبلغ لنحو 50 مليون دولار.

رؤية واشنطن
خلال حضورى جلسة الاستماع الخاصة بالموافقة على ترشح السفيرة الجديدة لواشنطن لدى القاهرة، آن باترسون، بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ برئاسة جون كيرى قبل توليه منصب وزير الخاريجية، فى 21 يونيو 2011، عرضت السفيرة آن باترسون تصوراتها لمهام عملها الجديد، وردت على أسئلة واستفسارات أعضاء اللجنة.

وكان لافتا للنظر عدم حضور أى ممثل للسفارة المصرية هذه الجلسة المهمة لاعتماد سفير جديد، وهو حدث يتكرر مرة واحدة فقط كل ثلاث أو أربع سنوات.

وحضر الجلسة عائلة السفيرة المكونة من زوجها، ديفيد، وهو دبلوماسى متقاعد، إضافة لابنتها جيسيكا، التى كانت تستعد للسفر والعمل فى مشروعات إعادة بناء أفغانستان، وابنها أندرو، الذى يستعد لانضمام لقوات المارينز بعد انتهائه من دراسته الجامعية فى ولاية أركانسو.

ووصف كيرى السفيرة باترسون بأنها من أفضل الدبلوماسيين الذين يخدمون مصالح أمريكا فى الخارج، وأنها جديرة بتولى منصبها الحساس الجديد كسفيرة للولايات المتحدة فى مصر.

ثم أشارت السفيرة باترسون إلى دعم عملية الانتقال الديمقراطى، هى على رأس أولوياتها، وأن خبرة دول أمريكا الجنوبية، وأوروبا الشرقية تشير إلى أن هذه العملية طويلة وستأخذ الكثير من الوقت.

وأن هناك دعما أمريكيا لمنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسة من أجل دعم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وطالبت كذلك بضرورة تقديم من ينتهك حقوق المرأة للمحاكمات العاجلة.

وأشارت باترسون إلى انه خلال المرحلة الانتقالية فى مصر، سوف تسمع الولايات المتحدة الكثير من الأصوات فى غير صالحها، وأن العملية الديمقراطية فى مصر ستكون فى الوقت نفسه صعبة للغاية بسبب حداثة وهشاشة المؤسسات الديمقراطية المصرية.

كذلك نوهت السفيرة إلى أن المنظمات الأمريكية مثل المعهد القومى الديمقراطى، والمعهد الجمهورى الدولى، وفريدم هاوس، تعمل فى مصر على تشجيع الديمقراطية، ودعم وتنمية قدرات منظمات المجتمع المدنى المصرى فى المرحلة المقبلة، وأن الولايات المتحدة أنفقت 40 مليون دولار لدعم أنشطة المنظمات الثلاث خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ونوهت السفيرة إلى أنه تم تخصيص 65 مليون دولار للمساعدات المتعلقة بدعم الديمقراطية، وهناك 150 مليون دولار لتشجيع النمو الاقتصادى، وأن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدنى فى مصر.

كانت تلك التصريحات التى نشرتها صحيفة الشروق فى اليوم الثانى بمثابة القنبلة التى فتحت ملف التمويل الأمريكى لمنظمات المجتمع المدنى المصرية، وصلت معه بعد ذلك لمستوى أزمة نادرة لم تشهد لها علاقات القاهرة وواشنطن مثيلا منذ حرب أكتوبر 1973.

رد فعل أمريكى عنيف
بعدما داهمت قوات الأمن المصرية مكاتب أربع منظمات أمريكية شبه حكومية، هى المعهد الجمهورى الدولى، والمعهد القومى الديمقراطى، وفريدم هاوس والمركز الدولى للصحفيين، خرجت تصريحات من كل أركان الإدارة الأمريكية تعبر عن صدمتها مما جرى.

وفى نفس يوم الاقتحام (29 ديسمبر) صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا، بقولها: «تعرب الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء مداهمة مسئولى القضاء والشرطة المصرية مكاتب عدد من المنظمات غير الحكومية، بما فى ذلك المعهد الوطنى الديمقراطى والمعهد الجمهورى الدولى».

وأضافت نولاند «تتولى السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون المتابعة مع رئيس الوزراء المصرى الدكتور الجنزورى للحصول على المزيد من المعلومات، كما تحدث مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان مع السفارة المصرية فى واشنطن، أننا ندعو الحكومة المصرية لحل هذه المشكلة فورا».

من جهتها، قالت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، «نمارس ضغوطا على مصر من أجل إخلاء سبيل مواطنينا ال19».

وأضافت رايس، فى حديث لها لشبكة «سى بى إس»، أن «المواطنين الأمريكيين المحتجزين كانوا يعملون بكل الجهد على بناء مجتمع أكثر ديمقراطية».

فيما قال جاى كارنى، المتحدث الرسمى للبيت الأبيض للصحفيين، فى وقت لاحق «هذه الأفعال يمكن أن تكون لها عواقب على علاقتنا وبرامج مساعداتنا»، فى إشارة مباشرة إلى المساعدات الأمريكية لمصر.

ثم تحدث يوم 21 يناير 2012 الرئيس أوباما تليفونيا مع المشير طنطاوى للتأكيد مجددا على الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر، والتأكيد على دعم الولايات المتحدة لتحول مصر نحو الديمقراطية.

ثم خرج بيان من المكتب الصحفى لوزارة الخارجية قبل الذكرى السنوية الأولى لثورة مصر يشيد بالخطوات التاريخية التى حققتها مصر فى انتقالها إلى الديمقراطية.

ثم زار القاهرة مساعد وزير الخارجية الأمريكية مايكل بوزنر لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والديمقراطية، حيث تزامنت زيارته مع افتتاح البرلمان المصرى والاحتفال بالذكرى الأولى لثورة يناير.

والتقى بوزنر خلال الأيام الأربعة التى قضاها فى مصر مع مسئولين حكوميين، منهم نواب بالبرلمان الجديد، ونشطاء المجتمع المدنى.

ثم أشار بوزنر إلى أزمة المنظمات الأمريكية بقوله «لسنوات، تم تقييد المنظمات غير الحكومية المصرية والدولية العاملة فى مجال حقوق الإنسان وقضايا الديمقراطية من خلال القوانين والممارسات الإدارية، وفى ديسمبر، داهمت قوات الأمن المصرية سبعة مكاتب للمنظمات غير الحكومية، بما فى ذلك أربع منظمات أمريكية، وصادرت الملفات وأجهزة الحاسب الآلى، وأخضعت موظفيها للتحقيق. إننا نحث الحكومة بشدة على تصحيح هذا الوضع».

ثم خرج بيان مهم من السفارة الأمريكية فى 14 فبراير 2012 يدافع عن سجل واشنطن فى دعم عملية التحول الديمقراطى ويرد على التقارير الاخبارية بأن واشنطن تتأمر عم طريق منظماتها ضد الشعب المصرى.

أعضاء بمجلس الشيوخ يحذِّرون من «انهيار كارثى» للعلاقات مع مصر
فى 20 فبراير 2012، زار السيناتور الجمهورى جون ماكين القاهرة، وذكر أنه رتب لهذه الزيارة قبل تصاعد التوتر مؤخرا المتعلق بالمنظمات غير الحكومية.

وأضاف ماكين أنه فى إطار متابعتنا للنقاش الدائر هنا فى مصر، نسمع من يقول إن هذه المنظمات تنتهك السيادة المصرية، وتتدخل فى شئون البلاد الداخلية. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

فبالتأكيد الغالبية العظمى من الذين يعملون بهذه المنظمات هنا فى مصر ليسوا أجانب، بل مصريين. والعمل الذى يقومون به بناء على طلب من جماعات الديمقراطية والمجتمع المدنى المصرية يهدف إلى دعم هؤلاء الشركاء المصريين فى الضغط من أجل تحقيق سيادة القانون والانتخابات الحرة والإعلام الحر، واحترام حقوق الإنسان لجميع الناس، والمبادئ الأساسية الأخرى للمجتمع الديمقراطى».

وقبل ذلك وصل القاهرة يوم 11 فبراير الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة قيادة الأركان الأمريكية المشتركة، فى محاولة بدت الأهم لنزع فتيل أزمة حقيقية تتعرض لها علاقات واشنطن بالقاهرة نتيجة تطور قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى.

وألتقى ديمبسى كلا من رئيس المجلس العسكرى الحاكم المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان.

وقال متحدث باسم ديمبسى إن الجنرال الأمريكى سيبحث فى القاهرة المسائل ذات الاهتمام المشترك والخيارات والتداعيات الناجمة عنها. إلا أن مصادر أمريكية أكدت أن هدف الزيارة لا يقتصر إلا على مهمة واحدة وهو العمل على حل أزمة المواطنين الأمريكيين المحتجزين بالقاهرة.

وفى إطار صدمة دوائر السياسة والفكر فى واشنطن مما اعتبروه تصعيدا غير مبرر وغير مفهوم، ذكر السيناتور كيرى، أن ما أقدم عليه المجلس العسكرى يمثل «صفعة على وجه الأمريكيين الذين ساعدوا مصر لعقود، وصفعة للمصريين العاملين فى منظمات المجتمع المدنى ممن يخاطرون بمستقبلهم من أجل ديمقراطية مصر»، وأشار كيرى «بالنسبة للولايات المتحدة فهذه التطورات قد تدمر العلاقات المهمة بين الدولتين».

كما حذر ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ من «انهيار كارثى» ينتظر العلاقات مع مصر نتيجة للتطورات المتعلقة بقضية محاكمة أمريكيين فى قضية منظمات المجتمع المدنى.

وذكر السيناتور ماكين، وزميله المستقل جوزيف ليبرمان، أن هناك احتمالا لزوال دعم الكونجرس لتقديم أى مساعدات لمصر.

مأزق للبنتاجون
عبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى عن معارضته الكبيرة لقطع المعونات العسكرية لمصر على إثر الأزمة، لأن ذلك «من شأنه أن يبعد الأجيال القادمة من الضباط العسكريين المصريين عن الولايات المتحدة».

وقال ديمبسى أمام لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس: إن «الولايات المتحدة تجنى الكثير من وراء العلاقات الاستراتيجية والعسكرية الخاصة التى تجمعها بمصر، ومن أهمها حقوق تحليق الطائرات العسكرية فى الأجواء المصرية، وحقوق أولوية وتسهيل المرور فى قناة السويس».

وقال: «إننا نحصل فى مقابل مساعداتنا على أشياء نحتاجها حقا».

وقال ديمبسى، للجنة الشئون العسكرية بمجلس الشيوخ إنه قد «ضغط» على كبار ضباط الجيش المصرى «بأقوى العبارات الممكنة» من أجل تسوية قضية المنظمات الأمريكية.

دور الوزيرة فايزة أبوالنجا
فى عام 2004 اتخذ الكونجرس قرارا يقضى بتوجيه جزء من المعونة المقدمة لمصر لمنظمات المجتمع المدنى دون موافقة الحكومة المصرية.

حينها اعترضت وزيرة التعاون الدولى فايزة أبوالنجا باعتبار أن القرار مخالف لاتفاق المعونة بين البلدين، بعدها جرت مفاوضات طويلة وشاقة بين الحكومتين، توصلا فيها إلى السماح بتحويل جزء من المساعدات الاقتصادية للمنظمات الأهلية.

ووفقا لرسائل متبادلة بين أبوالنجا والسفير الأمريكى ووزير خارجيته، اتفق الجانبان على أن تستفيد المنظمات الأمريكية التى أبرمت اتفاقا مع الحكومة المصرية من مزايا التمويل للمجتمع الأهلى.

وأضافت أبوالنجا فى شهادتها أمام محكمة التمويل الأجنبى، «ظل العمل على هذا الأساس فى وجود إصرار من الجانب الأمريكى على عدم إحاطة الجانب المصرى بتفاصيل الأنشطة الممولة وفقا للاتفاقية».

وتابعت «لاحظنا تسارعا فى التمويل خلال الفترة قبيل الانتخابات البرلمانية 2010».

وترى أبوالنجا أن «أحداث ثورة 25 يناير جاءت مفاجئة للولايات المتحدة الأمريكية، وخرجت عن سيطرتها لتحولها إلى ثورة للشعب المصرى بأسره، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية للعمل بكل ما لديها من إمكانيات وأدوات لاحتواء الموقف وتوجيهه فى الاتجاه الذى يحقق المصلحة الأمريكية والإسرائيلية أيضا».

وذكرت أبوالنجا فى شهادتها أنه خلال شهر فبراير إلى مايو 2011 تم صرف 105 ملايين دولار من الجانب الأمريكى على برامج التوعية والتحول الديمقراطى وهذه معلوماتنا من مصادرنا، وأوضحت أن هذه المنظمات الأمريكية لها أهداف غير معروفة وكانت تجرى دراسات وبرامج غير قانونية تهدد الأمن القومى لمصر، وإنه هناك تسجيلات لندوات قامت بها هذه المنظمات وكانت تحض المشاركين على العمل ضد الشرطة والقوات المسلحة.

برقيات كاشفة
أشارت برقيات دبلوماسية أمريكية «سرية» أولاها مؤرخة فى 6 مارس 2006، كتبها السفير الأمريكى الأسبق فى القاهرة فرانسيس ريتشاردونى، إلى أن واشنطن سوف تقدم «دعما فنيا للأحزاب السياسية المصرح بها عن طريق المعهد الديمقراطى الدولى والمعهد الجمهورى الدولى الممولين من الحكومة الأمريكية وغير المصرح بعملهما فى مصر».

أما السفيرة السابقة مارجريت سكوبى فقالت فى برقية مؤرخة فى 30 أبريل 2009، إن «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تلقت تمويلا من منظمة مغربية لعقد مؤتمر فى القاهرة عن حرية الصحافة فى يناير 2009».

ثم وضعت السفيرة الأمريكية بين أقواس أن هذه المنظمة المغربية، واسمها مركز حرية الإعلام، هى فى حقيقة الأمر ممولة من برنامج مبادرة شراكة الشرق أوسطية، الذى أطلقه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بعد احداث 11سبتمبر.

هو أحد الأذرع التمويلية لوزارة الخارجية الأمريكية منذ تأسيسها فى ديسمبر 2002 بهدف «للتواصل المباشر مع الناس والاستثمار فى شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وتقول المبادرة على موقعها إنها قدمت أكثر من 530 مليون دولار فى المنطقة العربية فى أكثر من 17 دولة.

وتعد البرقية دليلا على استخدام واشنطن مؤسسات ممولة أمريكيا فى دول عربية مثل المغرب والأردن، لتفادى الرقابة الحكومية فى دول عربية أخرى مثل مصر والإمارات العربية المتحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.