أكد الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أن رقص الرجال فى المناسبات السارة والقومية والدينية حلال، مشيرا إلى رقصات الدبكة والتحطيب والرقص بالسيف، بينما حرم القرضاوى الرقص الشرقى والباليه خاصة أمام الرجال، وكذلك المراقصة بين النساء والرجال. وأوضح فى رده على سؤال عن رأيه فى «الرقص» وهل يدخل فى الأمور المباحة أم المحظورة شرعا، أن الإسلام دين واقعى لا يحلق فى أجواء الخيال المثالية الواهمة، ولكنه يقف مع الإنسان على أرض الحقيقة والواقع، ولا يعامل الناس كأنهم ملائكة، واعترف بهم وبفطرتهم وغرائزهم التى خلقهم الله عليها، وقد خلقهم سبحانه يفرحون ويمرحون كما خلقهم يأكلون ويشربون. وأكد القرضاوى أن إبداء الرأى الشرعى فى الرقص يتوقف على نوعه ومن يمارسه، «لا نستطيع أن نقول الرقص كله مباح، أو محظور، فحسب نوع الرقص، ومن يقوم به من رجل أو امرأة، وما يصاحبه من محرم شرعى أو لا يصاحبه، يكون الحكم عليه». وقال إن الرقص المباح هو «رقص الرجال فى المناسبات السارة، بما لا يكشف عورة، ولا يؤذى أحدا، ولا يعطل عن صلاة أو واجب، ولا ينافى قيمة دينية أو خلقية حث عليها الإسلام»، وكذا الحجل (أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح)، والرقصات الشعبية مثل رقصات العرضة والرقص بالسيف فى بلاد الخليج، والدبكة فى فسلطين وبلاد الشام بصفة عامة، والتحطيب واللعب بالعصا فى مصر. وللنساء يجوز الرقص فى الأعراس، بعضهن مع بعض، مجاملة للعروس، إذا لم يشتمل على منكر آخر. أما الرقص الشرقى فهو محظور، ويعرفه القرضاوى، بقوله هو «رقص تقوم به المرأة المحترفة لهذه المهنة، تتثنى فيه وتتكسر وتتلوى كأنها الأفعى، تعتمد على الإثارة الجنسية للرجال الذين يشاهدونها ويبذلون الأموال لها، ولا سيما أنها كاسية عارية، بل تكاد تكون عارية غير كاسية، لأن المستور منها شبه مكشوف لنوع الثياب التى تلبسها، فكأنما هى ملابس من زجاج»، ويعد هذا الرقص محرما، بحسب فتوى القرضاوى على موقعه الإلكترونى. والباليه مسموح به أمام النساء، فإذا كانت المرأة تفعل ذلك فى ناد مغلق على النساء، ولا يشهده الرجال، فلا حرج فى ذلك، فهو ضرب من ضروب الرياضة، ما لم يكن فيه كشف لعورة محرمة، ولكن الحرج يتأتى كما يقول القرضاوى إذا تم ذلك فى حضور الرجال الذين ليسوا بمحارم لهؤلاء النساء، كما منع تصوير هذا المشهد ونقله للرجال. أما المراقصة بين الرجال والنساء، فهى محظورة شرعا، وبدعة مستوردة على مجتمعاتنا «فنجد المرأة وقد التصقت برجل أجنبى عنها، وقد تماس جسماهما، ووضع كل منهما يده على جسد الآخر، ووقفا يتمايلان ويتثنيان يمنة ويسرة، على أنغام الموسيقى التى تحرك السواكن، وتثير الغرائز، وتوقد الشرر». ويضيف الشيخ القرضاوى «وقد يفعل ذلك بامرأة الرجل وهو جالس يتمتع بالنظر إلى امرأته وهى بين يدى رجل آخر، وكثيرا ما نراهم يتبادلون ذلك، فكل منهم يرقص مع زوجة الآخر وإياك أن تعترض، فهذا الرقص ثقافة، وهذا الرقص حضارة، فلا تكن متخلفا، وتظن السوء بالأطهار والطاهرات، من الممكن أن تدخل فى آتون اللهب ولا تحترق، وأن تسقط فى أعماق البحر ولا تغرق»!