ضرب صاروخان الضاحية الجنوبية في بيروت اليوم الأحد، مما يعكس امتداد الحرب الأهلية السورية إلى لبنان، بعد أن قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن جماعته ستواصل القتال بجانب الحكومة السورية حتى النصر. وكان هذا هو أول هجوم يستهدف معقل «حزب الله» في جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل أكثر من عامين، والذي أذكى التوترات الطائفية في لبنان بصورة كبيرة.
واقترحت روسياوالولاياتالمتحدة عقد مؤتمر للسلام الشهر القادم، في محاولة لوضع حد للحرب الأهلية التي أسفرت عن سقوط 80 ألف قتيل، وأجبرت 1.5 مليون سوري على النزوح إلى الخارج، وتنذر بتأجيج العنف الطائفي في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء زيارته بغداد اليوم الأحد، إن حكومة بلاده قررت من حيث المبدأ، حضور المحادثات المزمع عقدها في جنيف في يونيو القادم، وتعتقد أن المؤتمر سيكون فرصة للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
ولكن في تعليق يعكس رفضاً للدعوات الغربية المنادية بتخلي الأسد عن السلطة في أي اتفاق بشأن الانتقال السياسي، قال المعلم «لا أحد ولا قوة في الدنيا تستطيع أن تقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبل سوريا». الشعب السوري هو وحده صاحب الحق في ذلك.
وتسعى الولاياتالمتحدة، وروسيا، لإحياء خطة للانتقال السياسي في سوريا، ومن المقرر أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين في باريس غداً الاثنين لبلورة التفاصيل.
وما زال هناك شك فيما إذا كانت المعارضة المدنية السورية في الخارج ستشارك في محادثات السلام المزمعة، وفي قدرتها على التفاوض بشكل فعال، في ظل انقساماتها الداخلية، وعلاقاتها الهشة مع مقاتلي المعارضة داخل سوريا.
وتحث الولاياتالمتحدة معارضي الرئيس بشار الأسد على توحيد صفوفهم قبل المؤتمر، غير أن الصراعات على السلطة أعاقت الائتلاف الوطني السوري الذي يهيمن عليه الإسلاميون أثناء محادثاته الجارية في اسطنبول، والتي تهدف إلى توسيع قاعدة عضويته وانتخاب قيادة قوية.
وتعثرت المحادثات اليوم الأحد بسبب خلاف بين الفصائل حول اقتراحات لتقليص نفوذ قطر على قوات المعارضة، بينما تسعى السعودية لأداء دور أكبر في وقت تعلن فيه جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران قتالها بجانب الأسد.
وسبب الصراع السوري حالة من الاستقطاب في لبنان، حيث يدعم السنة الثورة ضد الأسد، بينما يساند «حزب الله - الشيعي» الرئيس السوري المنتمي إلى الأقلية العلوية.