استأنفت المعارضة السورية محادثاتها، اليوم السبت، لتوحيد صفوفها قبل مؤتمر سلام مزمع في الوقت الذي شنت فيه القوات الحكومية هجومًا على بلدة القصير الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في محاولة لتعزيز وضعها في الحرب الأهلية. وقد يضعف فشل المعارضة في توحيد صفوفها من فعالية دور روسيا والولايات المتحدة الراعيتين للمؤتمر في إنهاء الصراع السوري الذي أودى بحياة 80 ألف شخص وينذر بالامتداد إلى خارج الحدود وإثارة صراع طائفي أوسع نطاقا.
ومن المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في باريس، الاثنين القادم، لبحث سبل دفع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه إلى إجراء محادثات السلام التي اقترحت واشنطن وموسكو إجراءها في جنيف.
وقالت مصادر من طرفي الصراع في سوريا، إنه في الوقت الذي التقى فيه قادة المعارضة استخدمت قوات «الأسد» المدعومة بمقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية المدفعية الثقيلة والدبابات في قصف بلدة القصير الحدودية اليوم السبت، في محاولة مستميتة لاستعادة المزيد من الأراضي من قبضة مقاتلي المعارضة.
ويعتقد أن قوات «الأسد» باتت تسيطر على نحو ثلثي القصير وحاصرت مقاتلي المعارضة إلى حد كبير، فيما أصر المعارضون على أنهم يحولون دون أي تقدم جديد للقوات الحكومية.
ويعتبر مقاتلو المعارضة القصير معركة حاسمة للحفاظ على خطوط الإمداد عبر الحدود ومنع الأسد من تحقيق نصر يخشون أن يمنحه اليد العليا في محادثات السلام المقترح إجراؤها الشهر المقبل.
وقالت مصادر من الائتلاف الوطني السوري الذي بدأ ثالث أيام اجتماعاته في اسطنبول اليوم السبت إن فصائله الرئيسية اتفقت على التركيز في الوقت الحالي على المطالب الدولية بتوسيع الائتلاف الذي يهمين عليه الإسلاميون.
وذكرت مصادر بارزة بالائتلاف أن المحاولات الرامية للتوصل إلى اتفاق واسع يشمل الناشط الليبرالي البارز ميشيل كيلو ورجل الأعمال مصطفى الصباغ المقرب من قطر لم تشهد أي تقدم في المحادثات التي امتدت حتى الليل.