توفى المغنى والمؤلف الموسيقى الفرنسى جورج موستاكى صاحب الأغانى الشهيرة مثل «ميلور» و«لو ميتيك» صباح الخميس عن 79 سنة، على ما أفادت أوساط. ولد جورج موستاكى فى الاسكندرية فى 3 مايو عام 1934 من والدين يونانيين واسمه الأصلى يوسف، وأتقن اللغات الفرنسية والعربية والإيطالية واليونانية والتركية والانجليزية.
وصل موستاكى إلى فرنسا عام 1951 حيث كانت بداياته فى كتابة الشعر وفى التلحين والغناء.
كان لقاء موستاكى بالمغنية الشهيرة ايديت بياف تحولا فى مسيرته فبعد أن كتب لها أغانى عدة اشتهرت عالميا، ولاتزال حتى اليوم تصدح فى صالات الحفلات الموسيقية الكبيرة، بدأ العمل مع مغنين عدة إلى أن تعرف على سيرج ريجيانى.
سيرج ريجيانى مغن فرنسى من جذور ايطالية عرف بانضمامه إلى تيار الأغنية والموسيقى الملتزمتين كما عرف بقدراته المسرحية عند أداء الأغنية.
أثمرت الصداقة بين ملتزمين سياسيين وفنيين عن عشرات الأغانى التى كتبها ولحنها موستاكى ليغنيها ريجيانى بحس مسرحى ينفخ فيها الحياة.
فى مايو 1968 برز موستاكى آخر، هو موستاكى الأغنية الملتزمة والتى استوحاها من أحداث فرنسا وثورة الشباب فى 1968، ولاتزال حتى اليوم عبارات تتناقلها الأجيال لتعبر عن غضب هذه الحقبة، ومنها أغنيته «الأجنبى» التى ترجمت وتم أداؤها ب12 لغة.
وانضم وقتها هذا الشاب ذو الشعر الطويل والابتسامة الهادئة والبساطة والموهبة إلى قافلة «الشعراء» الملتزمين، ودعا للسلم وللإنسانية مستوحيا فيها من صور علقت فى ذاكرته من طفولة فى الاسكندرية ومن اليونان.
ميول موستاكى السياسية كانت أفكارا تتحول إلى شخصيات واقعية وملموسة فى أغانيه، ومنها أغنية «بدون أن نسميها» وهى تدور بأكملها عن «الثورة الدائمة» التى تعيش على شكل فتاة تلاحق وتعنف وترمى وتهمل ولكنها تبقى مستمرة فى طريقها، ما كشف عن اقتراب موستاكى فى نفحه السياسى من التيار التروتسكى.
خلال 79 عاما لم يتوان موستاكى عن تجسيد صلة الوصل بين الكلمة والواقع وبين اللحن والعمق الإنسانى والكلمة القوية.