«لن أجرى أى مقابلات بعد ذلك» هكذا قال ديباك شوبرا المفكر الشهير، ومؤلف العديد من كتب تنمية الذات، والصديق المقرب للمطرب الأمريكى مايكل جاكسون. وأضاف «لن أجرى مزيدا من المقابلات مع محطات التليفزيون ولا الصحف. وإذا اتصل بى أحد أستطيع أن أقول له إننى تحدثت معك بعمق. أنا فقط أريد الآن أن أعيش أيام الحداد لفقد صديقى». من المؤكد أن شوبرا سوف يتحدث مع وسائل الإعلام فى وقت ما، لكنه الآن يقول إنه مجهد نفسيا وجسديا. وفى مقابلة مطولة مع صحيفة ديلى بياست قدم شوبرا خبير التربية والذى عمل سابقا كطبيب طوارئ فى ولاية ماساتشوستس العديد من النقاط فى محاولة لكشف الظروف التى أحاطت بوفاة ملك موسيقى البوب، ومنها: أنه فى ضوء فهمه للساعات الأخيرة من حياة جاكسون يمكن القول إنه كان فى مقدور الأطباء إنقاذ حياة جاكسون بإعطائه جرعة زائدة من مادة «ناركان». عندما عرف شوبرا بوجود الطبيب كونراد مارى ضمن فريق رعاية جاكسون، وإنه كان إلى جواره طوال الليل، اندهش من عدم قدرته على إنقاذ حياة جاكسون. حاول شوبرا التدخل منذ عام من أجل منع جاكسون من تعاطى المخدرات بعلم وموافقة أسرته. يستخدم النجوم المخدرات بأسماء مختلفة حتى لا يقال إنهم يتعاطون المخدرات. أصبح شوبرا فى بؤرة الأضواء بعد وفاة مايكل جاكسون وحديثه إلى الإعلامى الشهير لارى كينج عن الأطباء معدومى الضمير الذين أسقطوا جاكسون فى فخ العقاقير المهدئة. وبالفعل طلبت شرطة لوس أنجلوس من إدارة مكافحة المخدرات الاشتراك فى التحقيقات الخاصة بوفاة جاكسون، وفحص ملفات عشرات الأطباء فى هوليوود الذين يقدمون المواد المخدرة لعملائهم من النجوم. يقول شوبرا «عندما يكون النبض ضعيفا أول شىء أفكر فيه هو إعطاء المريض جرعة من «الناركان». فتأثير هذه المادة قويا، وكان من الممكن أن يظل مايكل حيا». وأضاف أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب تعاطى الأدوية المهدئة سنويا يفوق عدد ضحايا المخدرات المجرمة قانونيا. وقد أطلق شوبرا بالفعل حملة ضد بعض الأطباء الذين يسيئون استخدام صلاحياتهم بتقديم العقاقير المهدئة إلى عملائهم دون دواع طبية ولكنه لم يكشف عن أسماء هؤلاء الأطباء. ويقول إن نحو نصف أطباء المشاهير فى أمريكا يفعلون ذلك وبالتدريج يصبح النجوم تحت سيطرة هؤلاء الأطباء الذين يقدمون لهم هذه العقاقير التى أدمنوها. وبسبب شهرة شوبرا العالمية فى مجال الأبحاث التربوية والتنمية البشرية، فإن الكثيرين نسوا أنه طبيب وأن له أبحاثا عديدة فى مجال الطب الإكلينيكى. ويقول شوبرا: إن نجوما كبارا من وزن مايكل جاكسون كانوا يتصلون به ويطلبون منه كتابة تذكرة طبية بها مثل هذا النوع من العقاقير المهدئة وعندما كان يسألهم عن سبب حاجتهم إليها لا يتصلون به ثانية. وعندما تحدث ديباك عن جاكسون قال: إنه التقى به عام 1988، حيث كان مدعوا لحضور حفل فى مزرعة النجم الشهير المعروفة باسم «نيفرلاند» وقال: إن جاكسون بعيدا عن الغناء كان شخصا خجولا للغاية ولكنه ما إن يبدأ الغناء والرقص حتى يتحول إلى شخص آخر لا يمكن إيقافه. وسرعان ما أصبح شوبرا وجاكسون صديقين، حيث أقام جاكسون مع شوبرا وزوجته عندما كانا معا فى ماساشوستس. وقال شوبرا: إن جاكسون لم ينشأ فقط بعيدا عن تعاطى المخدرات، وإنما أيضا لم يكن يتناول نقطة واحدة من الخمور، ولم يكن يتناول حتى الإسبرين. فالرجل نشأ نشأة القديسين رغم مظاهر العنف المنزلى الذى أحاطت به فى ذلك الوقت، وهو ما أثر عليه بشدة فى طفولته، حيث كان والده يعتدى عليه بالضرب باستمرار، وهو ما جعله يفقد احترامه لذاته، وهو ما يفسر لجوءه بعد ذلك إلى عمليات التجميل المتكررة لتغيير ملامحه ولون بشرته. وأشار شوبرا إلى أن المرة الأولى التى طلب منه جاكسون عقاقير مهدئة كانت بعد انتهاء الأزمة التى تعرض لها الأخير على خلفية اتهامه بالاعتداء الجنسى على أحد الأطفال عام 2005. ولكن شوبرا رفض تقديم أى عقاقير له، ولكن جاكسون توسل إليه، وهو ما لم يوافق عليه أبدا الطبيب الصديق. ورغم استمرار الاتصال بين جاكسون وشوبرا خلال السنوات التالية، فإنهما لم يتطرقا أبدا إلى الحديث عن تعاطى جاكسون لهذه العقاقير، إلى أن طلب أحد أصدقاء المطرب المقربين من شوبرا التدخل لمساعدة جاكسون فى التخلص من إدمان هذه العقاقير، ولكن جاكسون توقف عن الحديث مع شوبرا وصديقه الآخر، لأنه لم يكن مستعدا للتوقف عن تعاطى هذه العقاقير التى قضت عليه. خدمة نيويورك تايمز