فى نهاية شهر فبراير الجارى، يبدأ المخرج نادر جلال تصوير أول مشاهد مسلسله الجديد «حرب الجواسيس» المأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية. المسلسل واجه انتقادات كثيرة منها أنه تم تكليف نادر جلال به من قبل جهة حكومية، وتردد أيضا أن المخرج طلب من غادة عادل وهشام سليم عدم الاستمرار مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ والكاتب أسامة أنورعكاشة فى الجزء الثانى من مسلسل «المصراوية»، رغم أنهما من الأبطال الرئيسيين للعمل حتى يستعين بهما فى مسلسله الجديد، ثم اعتذرت غادة عن المسلسل ليتهم نادر جلال بأنه شرب من نفس الكأس الذى شرب منه المخرج إسماعيل عبدالحافظ. واجهنا نادر جلال بهذه الاتهامات وغيرها فى هذا الحوار: تردد أن هناك جهة حكومية تدخلت لإسناد مهمة إخراج مسلسل «حرب الجواسيس» لك؛ فما حقيقة ذلك؟ هذا صحيح، فمنذ عدة أشهر طلب منى أنس الفقى وزير الإعلام أن أقدم عملا يساعد فى تنمية الانتماء لدى المواطن المصرى، واقترح علىّ أنا وصديقى بشير الديك قصة الكاتب صالح مرسى ملف سامية فهمى المأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، وعندما قرأ بشير القصة أبدى إعجابه بها، وبدا فورا فى كتابة السيناريو والحوار لها. ألم تخش أن يقال عنك إنك تعمل مسلسلا لحساب الحكومة؟ لو لم أقتنع بالمسلسل لرفضته، ولكنى أرى أننى فى عمل من هذا النوع أعمل لحساب وطنى، فالمسلسل مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، ويحكى قصة كفاح فتاة مصرية نفتخر بها، ونحن بالفعل بحاجة إلى مثل هذه النوعية من الأعمال لبث روح الانتماء وحب الوطن فى قلوب أبنائنا وشبابنا. العمل تحت رعاية وزير الإعلام مباشرة منحك الكثير من الامتيازات.. أليس كذلك؟ بالطبع، فقد تم توفير جميع الإمكانات وأعتقد أن هذه هى الميزة الوحيدة التى تهمنى كمخرج، فأنا لا أهتم بالميزانية المرصودة للعمل، بل أهتم بتوفير ما أطلبه من أدوات وإمكانات، ومن المتوقع أن يبلغ عدد أيام تصوير المسلسل حوالى 120 يوما؛ منها 90 يوما فى أوروبا، ورغم أن التكلفة الإجمالية لم تتحدد بعدُ، فإنه يمكن القول إن هذا العمل سيحتاج إلى ميزانية كبيرة، خاصة أن هناك مسلسلين ناجحين عن الجاسوسية، وهما «دموع فى عيون وقحة» ومسلسل «رأفت الهجان» ولذا؛ فنحن نحاول أن نكون على نفس المستوى. وماذا عن عرض المسلسل فى شهر رمضان فى التليفزيون المصرى؟ فكرة العرض الرمضانى على شاشة التليفزيون المصرى لا تشغلنى كثيرا، وطوال الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن أعمالى تعرض على شاشة الأولى أو الثانية، ورغم ذلك لفتت الانتباه وحققت نجاحا لا بأس به، أذكر منها مسلسل «أماكن فى القلب»، وأخيرا «ظل محارب». وأعتقد أن الأمر هذا العام سيختلف نظرا لأن صاحب هذه المبادرة هو أنس الفقى وزير الإعلام نفسه. ما سبب استبعاد الفنانة غادة عادل عن المسلسل؟ لم أستبعد غادة عادل عن المسلسل، لكن ما حدث أنها اختلفت مع المنتج هشام شعبان فى الأجر، وهو المنتج المشارك مع قطاع الإنتاج لهذا العمل، ولم يستطع الاثنان الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، وعليه تم استبعادها عن العمل، وجارٍ البحث عن بديل. ردد البعض أنك كنت أحد الأسباب الرئيسية لرفض غادة تصوير الجزء الثانى للمصراوية، والآن الأمر يتكرر معك؟ الحقيقة غير ذلك تماما، فقد كان فى ذهنى منذ البداية الاستعانة بالفنانة منه شلبى، ولكنها تخوفت من الموضوع ومن فكرة السفر، حيث إن معظم تصوير العمل سيكون فى أوروبا فاعتذرت بأدب وتقبلت اعتذارها، لأن ما يهمنى فى المقام الأول هو تحمس الفنان للدور، وعندما علمت أن غادة عادل اختلفت على الجزء الثانى من المصراوية ولم توقع عرضت عليها الدور هى وهشام سليم فتحمس الاثنان للعمل بشدة، ومن هنا تم الاتفاق معها. وهل سألتها عن سبب اعتذارها عن المصراوية؟ لا، فقد وجدت أنه ليس من اللياقه أن أتحدث معها أو مع هشام عن أسباب اعتذارهما عن المسلسل، ولكنى قرأت كما قرأ الجميع أنه كان هناك اعتراض من جانبهما على مساحة دوريهما فى المسلسل. وهل تتفق مع اعتراضهما هذا كمخرج؟ رغم أننى قلت إن هذا الكلام قرأته وسمعته من آخرين ولم أفتح معهما مجالا لمناقشة هذا الأمر، لكنى لا أتفق مع هذه النوعية من الاعتراضات، فمسلسلات الأجزاء وارد جدا أن يتم تقليص مساحة الأدوار فيها لوجود أدوار أخرى؛ هى امتداد للأحداث التى جرت فى الجزء الأول، ومن يخض تجربة المسلسلات ذات الأجزاء يدرك تماما حقيقة هذا الأمر. وماذا بعد أن اعتذرت غادة عن المسلسل؟ لا يتوقف العمل الجيد على أحد، خاصة أن البدائل كثيرة ومتاحه لنا، وهناك أكثر من نجمة سينمائية اسمها مطروح أمامنا، ولكن لا يجوز أن أعلن عن الاسم الآن، فلم نتوصل بعد إلى اتفاق نهائى، لكننا فى كل الأحوال سنبدأ التصوير فى نهاية فبراير الجارى. ولماذا الرهان على نجمة سينما لتقوم ببطولة هذا العمل؟ بصراحة ودون أى تحفظ؛ لقد راهنت على الاسم القادر على تسويق العمل فلن نضحك على بعضنا، فالجهة المنتجة حتى لو كانت حكومية حريصة على تسويق العمل بشكل جيد لتحقيق عائد يعوض ما تم صرفه على المسلسل، وإلا كانت جهة فاشلة غير قادرة على دخول مجال الإنتاج، وفى مجال التسويق الآن يلعب اسم البطل دورا كبيرا فى تسويق وبيع العمل. كيف تختار الممثلين للأدوار؟ بشير الديك يكتب السيناريو بطريقة عرضية، والعمل قائم على 4 شخصيات رئيسية وهم: ضابط المخابرات المصرى الذى يتولى عملية سامية فهمى، وضابط المخابرات الإسرائيلى، وقطعة الشطرنج أى الشاب خطيب سامية فهمى الذى تم تجنيده وتحاول سامية الاستفادة منه فى الوصول إلى المخابرات الإسرائيلية، وأخيرا بالطبع سامية فهمى نفسها، وعليه؛ تم ترشيح أسماء الممثلين. اختيار بشير الديك لكتابة المسلسل هل تم بناء على رغبتك استكمالا لمسيرة هذا الثنائى الفنى؟ أنا وبشير الديك صديقان منذ عام 1980أى حوالى 29 عاما، ولكنى لم أقدم أعمالى كلها معه، لكن فى الآونة الأخيرة تعاونا فى أكثر من تجربة كنا نسعى فيها لتقديم موضوعات تهم الجمهور وتحظى بمتابعة وسط هذا التنافس الكبير. وأعتقد أن هذا الأمر تحقق بالفعل. قيل إنك تفضل اختيار الممثلين الذين سبق أن تعاونت معهم من قبل مثل هشام سليم؟ أبدا.. تعاونى مع هشام فى أكثر من عمل من قبل ليس مبررا لترشيحى له فى هذا الدور، وكانت أسباب الاختيار أنه الأنسب فى دور ضابط المخابرات المصرى، وهو ما حدث مع باقى الأدوار، فاخترت الفنان عابد الفهد فى دور ضابط المخابرات الإسرائيلى ولم أتعاون معه من قبل، ونفس الأمر شريف سلامة فى دور الخطيب أو قطعة الشطرنج، وأخيرا الفنانة التى ستلعب دور سامية فهمى.