احتفلت إسرائيل المحتلة أمس بالذكرى السادسة والاربعين لاستيلائها على القدسالشرقية فى حرب عام 1967، واكد وزير شئون القدس فى الحكومة الفلسطينية عدنان الحسينى ل«الشروق» أن اسرائيل «مستمرة فى تهويد القدس بتغيير معالمها وتزوير تاريخها وسط غياب للدور العربى والدولى» . وقامت سلطات الاحتلال باعتقال مفتى القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، وهو ما اعتبره الحسينى تصعيدا خطيرا وبلطجة اسرائيلية، واوضح ان «اسرائيل تحاول من خلال هذا الاجراء اخماد اى صوت يطالب بالدفاع عن المقدسات فى مدينة القدس».
من جهته، أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس اعتقال الشيخ محمد حسين وطالب فى بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح الشيخ حسين بشكل فورى، معتبرا أن اعتقال المفتى «يشكل تحديا صارخا لحرية العبادة».
واحتفل اليهود وخاصة المتدينين «الحريديم» أمس، بما يطلق عليه يوم «توحيد القدس» وفق معتقداتهم وشارك فى الاحتفالات آلاف المستوطنين والمتدينين اليهود، وقامت شرطة الاحتلال بإجراءات أمنية مشددة وخاصة فى البلدة القديمة واغلقت مركز المدينة أمام حركة السيارات.
وكان الاحتلال الاسرائيلى قد اعلن أن القدسالغربية عاصمة لإسرائيل عام 1950، وهى الخطوة التى رفضها المجتمع الدولى، وفى 7 يونيو 1967 احتلت اسرائيل مدينة القدس بأكملها «بشقيها الغربى والشرقى» وفى 8 مايو 1968 أصدرت الحكومة الاسرائيلية قرارا «بتوحيد أورشليم»، وفى اغسطس عام 1980 «إسرائيل» اعتبرت اسرائيل القدس عاصمتها الموحدة بموجب قرار للكنيست وهو ما لا يعترف به المجتمع الدولى ويريد الفلسطينيون أن تكون القدسالشرقية عاصمة لدولة مستقلة يسعون لإقامتها فى الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة.
من جهة أخرى، اقتحم حوالى 100 مستوطن ساحات المسجد الاقصى المبارك، صباح أمس، عبر باب المغاربة، وبحماية من شرطة الاحتلال، فيما انتشرت القوات الإسرائيلية على أبواب المسجد لليوم الثانى على التوالى ومنعت الذين تقل اعمارهم عن الخمسين عاما من دخوله.
وقال الوزير عدنان الحسينى ل«الشروق» ان اسرائيل مازالت مستمرة فى سرقة أراضى القدسالشرقية وضمها للمستوطنات، حيث بلغ عدد المستوطنات فى القدسالشرقية حوالى 26 مستوطنة.
وأوضح الحسينى ان سلطات الاحتلال تقوم بإغراءات للاسرائيليين غير العرب للسكن فى المستوطنات حتى تغير الكفة الديموغرافية لصالح الاسرائليين غير العرب حيث إن الكفة مازالت راجحة للسكان العرب، مشيرا إلى غياب الدعم العربى والدولى المستمر إزاء قضية المستوطنات وان اسرائيل مستمرة فى البلطجة دون دون أن يكون بإمكان أحد توقيفها.