اتفق دبلوماسيون مصريون وبرازيليون على «رمزية» الزيارة التى تقود الرئيس محمد مرسى إلى البرازيل من 7 إلى 9 مايو، بعد إلغاء زيارة كانت مقررة فى سبتمبر الماضى، وسيصبح مرسى أول رئيس مصرى تطأ قدماه أرض العملاق اللاتينى الصاعد، وهو «لقب يبدو أنه حريص عليه»، كما قال دبلوماسى مصرى رفيع. وهكذا سيقتصر الشق الرسمى من الزيارة على لقاء صباحى فى قصر «بلاناتو» يجمع الرئيس المصرى ونظيرته البرازيلية ديلما روسيف، التى ترأس الحكومة أيضا وفق نظام الحكم فى البرازيل، مع الوزراء من الجانبين، يعقبه مأدبة غداء.
«لن تكون هناك فرصة للقاءات منفصلة لاحقا بين الوزراء»، تقول مستشارة العلاقات الخارجية بوزارة التنمية البرازيلية أندريا واتسون ل«الشروق».
لكن لإعطاء الزيارة بعدا أعمق يتجاوز تلك الرمزية اقترحت القاهرة أن تركز الزيارة على «البرامج الاجتماعية الناجحة للبرازيل»، كما قال السفير المصرى فى البرازيل حسام زكى للشروق، وذلك فى إشارة الى التجربة البرازيلية فى مجال العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والتى نجحت فى نقل نصف ممن كانوا تحت خط الفقر فى 8 سنوات، ويضيف: «يكاد البرازيليون يعتبرونها محور الزيارة».
المتحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية توفار نونس، قال فى تصريح عبر الهاتف مع الشروق، إنه «إضافة لرمزية الزيارة، نريد أن نسمع من الرئيس المصرى تقييمه للسلام والأمن فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا»، كما أضاف.
لكن لا يقلل الطرفان القاهرة وبرازيليا من أهمية الزيارة لتعزيز التعاون الاقتصادى خاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات، فى ظل تبادل تجارى سجل فى 2012 نحو 2.7 مليار دولار.
عين البرازيل تبدو شاخصة على فتح مجالات أوسع لمستثمريها فى مصر. «نريد أن يجد القطاع الخاص ورجال الأعمال مجالا للاستثمار فى البنية التحتية وقطاع الاعمال الزراعى»، على حد تعبير الدبلوماسى البرازيلى. وتراهن البرازيل على خبرتها فى التكنولوجيا الزراعية وهكذا ستشهد الزيارة، توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات الزراعة والطاقة الحيوية.
القاهرة من جانبها تريد أيضا إعطاء دفعة للعلاقات مع رجال الأعمال وتشجيع قطاعات مترددة فى ضخ أموال فى مصر فى ظل عدم استقرار الوضع السياسى. الرئيس الذى سيقضى ليله فى فندق قريب من القصر الرئاسى، سينتقل من العاصمة السياسية، إلى عاصمة المال والأعمال ساو باولو ليجتمع مع رجال الأعمال ضمن ترتيبات أعدتها «الكونفدرالية الوطنية للصناعة» بالبرازيل، كما سيُعقد على هامش الزيارة منتدى رجال الأعمال المصرى البرازيلى.
ولم تكشف مصادر الشروق عن أسماء رجال الأعمال المرافقين للرئيس، وحتى اللحظة لم يصل الى البرازيل سوى «وفد رئاسى أمنى لترتيب تنقلات وإقامة الرئيس».
برحلته إلى البرازيل، يستكمل مرسى جولات قادته إلى دول «بريكس»، تجمع الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادى فى العالم وتضم اضافة إلى البرازيل، كلا من روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
«مصر تريد طرح نفسها باعتبارها الضلع الثالث فى مثلث التنمية الناشئة ممثلة لأفريقيا، الى جانب البرازيل والهند من امريكا اللاتينية وآسيا، وعبرت رغبتها فى الانضمام للبريكس منذ 4 سنوات»، كما يشرح دبلوماسى مصرى رفيع، لكن لا يبدو أن الزيارة المرتقبة ستشهد تقدما فى هذا الملف، وكما يكشف مصدر دبلوماسى مطلع، «هناك اقتصادات أكبر من مصر تسعى للانضمام ومنها تركيا وإندونيسيا والمكسيك لكن المجموعة لا تريد التوسع فى الوقت الراهن».