البحيرة– خميس البرعى وغادة الدسونسى فيما تحتفل مصر غدا بعيد العمال، تحل هذه المناسبة على شركة الغزل والنسيج بكفر الدوار وسط أزمة مالية استثنائية تهدد هذا الصرح الصناعى الكبير.
أزمة دفعت الحكومة إلى استقطاع أجزاء كبيرة من أرض الشركة وتحويلها إلى صالات ديسكو وأفراح لتوفير السيولة المادية لصرف رواتب العمال.
الشروق انتقلت إلى موقع الشركة، والتقت مع بعض العاملين وأعضاء النقابة للتعرف على مشاكل الشركة والعمال.
فى البداية يقول شوقى سليمان، عضو نقابة العاملين بالشركة، إن المشكلة الأكبر هى أن القطاع الخاص احتكر شراء القطن المصرى طويل التيلة، فيما أصبح القطن اليونانى الرديء هو المتاح للشركة، منوها بأن تجار السوق السوداء بدءوا تصدير القطن إلى الخارج بعد ارتفاع الدولار.
وفيما يتعلق بمستشفى الشركة، أشار إلى أن المستشفى وصلتها منحة طبية من أيام مبارك تتعدى قيمتها 2 مليون جنيه وتتألف من وحدة غسيل كلوى, وإشاعة مقطعية, وأجهزة تحليل إلا أن هذه الأجهزة لم تستغل حتى الآن؛ بسبب أنها تحتاج إلى 50 ألف جنيه فقط لتركيبها.
وأضاف سليمان، "وصل عدد عمال الشركة بعد الخصخصة والمعاش المبكر إلى 8086 عاملا، واضطر مصنعان للنسيج بالشركة إلى التوقف عن العمل من أصل 4 مصانع، فيما أصبح مصنع الغزل يعمل بنصف قوته".
ومن جهته، طالب محمد السنهورى، رئيس اللجنة النقابية للحرير الصناعى, الحكومة بالسيطرة على القطن مثل القمح، مشيرا إلى أن القطن أصبح فى يد التجار وليس فى يد الحكومة وهذا هو سبب خسائر الشركات، كما طالب برفع الجمارك على الكيماويات المستوردة والتى تتسبب فى زيادة التكلفة بالشركات التابعة للقطاع العام لإنتاج البوليستر, فى حين أن البوليستر المستورد يأتى بدون جمارك من دول الهند والصين وباكستان ومدعوما بنسبة 20% من هذه الدول من أجل إغراق السوق المصرى والقضاء على المصانع المحلية.
وأكد أن عمال الشركة يرفضون الطريقة التى تدار بها الشركة حاليا وتعتمد على بيع الماكينات من أجل توفير رواتبهم بعد أن كانت الشركة تصدر منتجاتها إلى الخارج لجميع الدول الأجنبية.
ويقول محمد رشاد عامل بشركة الغزل، إن الشركة أصبحت مثل ملاعب كرة القدم؛ وذلك بعد بيع بعض مكن الغزل والنسيج والبرم والخلط من أجل توفير رواتب العمال وشراء أقطان لتشغيل المصنع.
ويقول أحد العاملين بقطاع النسيج، إن الشركة كانت شريان مصر فى عهد عبد الناصر والسادات وانهارات فى عهد مبارك وتحتضر فى عصر الإخوان، ورغم أن الرئيس محمد مرسى بدأ أول مؤتمر انتخابى له فى الشركة وتعهد حينها بعودة تشغيل مصانع الشركة مرة أخرى، إلا أننا لم نر جديدا بل أصبحنا مهددين بالتشرد لعدم وجود أقطان تساعد على تشغيل الشركات.