سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السابقون فى الانسحاب من الرئاسة وجهًا لوجه بعد استقالة جاد الله العريان: اكتمال السلطة يكون عبر المؤسسات الدستورية مع حكومة وبرلمان منتخبين .. ومبررات جاد الله غير حقيقية..
تباينت ردود أفعال عدد من السابقين بالاستقالة من الفريق الاستشارى والمعاون للرئيس محمد مرسى، على استقالة محمد فؤاد جاد الله المستشار القانونى المستقيل لمرسى، التى أعلنها أمس، بين من يراها «هروبا من تحمل المسئولية، ولا تستند لأسباب حقيقية»، ومن يراها «مفاجأة كبرى وتفرض الشكر لصاحبها»، وثالث يرى أنها «مسببة وتستوجب التحقيق فيها». وفى تعليقه، قال عصام العريان، المستشار السابق ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ل«الشروق»: «مبررات استقالة جاد الله غير حقيقية، والأوضاع لم تكن تستحق تقديمها؛ فلا يوجد إلا رئيس واحد لمصر، وهو من يتحمل مسئولية القرار ويستشير من يشاء، مع توسيع دائرة الاستشارة»، مستدركا «لكنها استثمار لمناخ الحرية والديمقراطية.. نتفهم ما يجرى بأنه ناتج عن طبيعة المرحلة الانتقالية المرتبكة».
وأكد العريان أن «المشروع الذى يتبناه رئيس الجمهورية هو إرساء تحول ديمقراطى حقيقى قائم على تداول السلطة بين الأحزاب وإعلام حر وقضاء مستقل ومؤسسات فاعلة واقتصاد قوى ينمو بصورة قوية حتى نستطيع تحقيق النهضة الحقيقية».
وأعرب العريان عن حزنه لخروج أى إنسان يعطيه الرئيس ثقته ثم يتحدث بهذه الصورة»، لكنه فى الوقت ذاته قال إن «جاد الله بذل جهدا مشكورا خلال الفترة الماضية وله أخطاؤه أيضا». وأشار نائب رئيس الحرية والعدالة إلى أن «تشكيل الفريق الرئاسى المعاون لمرسى جاء فى ظروف غير طبيعية وبعيدا عن الأساليب الديمقراطية». وأوضح أنه يجب ترك الحرية كاملة للرئيس فى اختيار من يشاء، لأن اكتمال السلطة يكون عبر المؤسسات الدستورية مع حكومة منتخبة وبرلمان منتخب، ومن يتصور أنه شريك فى السلطة دون تفويض من الشعب فهو مخطئ. وصف العريان ما ذكره جاد الله بأن السماح للتشيع فى البلاد هو أحد أسباب الاستقالة هو «إهانة لمصر وحديث تافه»، وقال: «من المحزن أن تصل مستوى الممارسة السياسية لهذا المستوى». غير أن بسام الزرقا مستشار الرئيس المستقيل للشئون السياسية، نائب رئيس حزب النور وجه التحية للمستشار جاد الله، وقال ل«لشروق»: عهدت المستشار جاد الله شجاعا فيما يعتقد لكن سبب التحية الحقيقى أنه أوضح فى أسباب استقالته أهم أسباب أزمة مصر وتضمنت أيضا الحلول. واعتبر الزرقا أن «استقالة جاد الله كانت مفاجأة كبرى فى هذا التوقيت»، مبينا: كنا نظن أن جاد الله وراء الاستشارات القانونية التى كانت سببا لقرارات عديدة غير سليمة رفضها الجميع، لكن تبين أنه مثلنا لا يعلم عنها شيئا.
وأشار الزرقا إلى أن الوضع إذا استمر طويلا بهذا الشكل فسوف تصل الأمور فى البلاد إلى الكارثة، وقال: «الحل الوحيد أن يعلن الشعب إرادته من خلال صندوق الانتخابات حينها يدرك كل فصيل سياسى حجم التفويض الشعبى له»، داعيا مجددا إلى تطبيق بنود مبادرة حزب النور التى طرحت سابقا لحل الأزمة الحالية، مع ضرورة إعمال صوت العقل والتعامل مع المرحلة الانتقالية بمفهوم الوئام. وقال إن سمة العملية السياسية فى مصر تتسم ب3 مراحل الأولى المعنادة والثانية المناهدة، أما الثالثة فهى التراجع بعد فوات الأوان. أيمن الصياد مستشار الرئيس المستقيل لشئون الإعلام، فقال إنه «لم يعد هناك أى مفاجآت فى مصر»، مضيفا: «لكل إنسان الحق فى أن يحدد موفقه بناء على أسباب يقدرها هو، معتبرا أن استقالة جاد الله مسببة وتوجب التحقيق فى أسبابها»، مشيرا إلى أن جاد الله لم يكن ضمن الهيئة الاستشارية، بل كان ضمن فريق مؤسسة الرئاسة.
وبشأن ضرورة إعادة النظر فى الهيئة الاستشارية بعد الاستقالات المتتالية منها، قال إنه لا تجب إعادة النظر فى الهيئة الاستشارية وحدها بل إن هناك أمورا كثيرة جدا تحتاج لإعادة النظر، والسؤال المطروح كيف تدار البلاد على هذا النحو».
وحول مبررات جاد الله وأنه لا توجد رؤية لإدارة الدولة، قال: «القضية ليست فى وجود رؤية من عدمه بل أين تذهب بنا هذه الرؤية».