في محاولة لمعرفة الظروف المحيطة بتفجيري ماراثون بوسطن وجب إلقاء الضوء على تاريخ المشتبه بتنفيذهما الهجوم وهل هناك علاقة بين أصولهما والتفجيرين. أصول شيشانية كشف النقاب عن أن المشتبه بهما في تنفيذ تفجيري بوسطن، تامرلان وجوهر تسارنايف، شيشانيان من منطقة القوقاز المضطربة جنوبي روسيا. لماذا التركيز على الأصول الشيشانية؟ تقع جمهورية الشيشان، ذات الأغلبية المسلمة، في منطقة جبال القوقاز وهي إحدى الجمهوريات التي تشكل روسيا الاتحادية.
ومن المعروف أن الشيشان بدأت محاولتها الأخيرة للحصول على استقلالها منذ عام 1991 الذي شهد انهيار الاتحاد السوفييتي.
ومرت سنوات عدة شهدت فيها المنطقة معارك عنيفة بين القوات الروسية والمتمردين الشيشان الذين لجأوا إلى الاختباء والاعتماد على شن هجمات انتحارية وغارات على أهداف روسية بديلا عن المعارك المباشرة.
وعلى الرغم من أن الوضع الأمني شهد تحسنا في السنوات الأخيرة في الشيشان إلا أن الهجمات لا تزال تحدث من حين إلى آخر.
وتتهم موسكو وواشنطن المتمردين الشيشان بأن لهم علاقة بالجماعات الجهادية حول العالم، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، فضلا عن مشاركتهم في شن هجمات على القوات الدولية العاملة في أفغانستان.
الشقيقان قادمان من داغستان؟
يعتقد أن الشقيقين تسارنايف المشتبه بهما في تنفيذ تفجيري بوسطن، وصلا إلى داغستان في أواخر التسعينيات كلاجئين.
وترجح بعض التقارير أن يكون الأخ الأصغر جوهر "19 عاما" ولد في داغستان كما قضى الشقيقان سنوات الدراسة الأولى في البلد ذاته.
يذكر أن داغستان هي إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية وتقع إلى الشرق من الشيشان.
وشهدت داغستان هجمات عدة شنها متمردو الشيشان في التسعينيات ولا تزال هذه الهجمات مستمرة حتى الآن وإن لم تكن مكثفة، ضد قوات الأمن.
الشقيقان تسارنايف في أمريكا
تقول الجهات الأمنية الأمريكية إن عائلة تساناريف وصلت إلى الولاياتالمتحدة في عام 2001، علما بأن الأب يعيش الآن في داغستان.
ووفقا لعدد صادر لمجلة شبابية للطلبة في عام 2010، ظهرت فيه صورة الشقيق الأكبر، قرر تامرلان "26 عاما" التوقف عن الدراسة في مدرسة " بانكر هيل كوميونيتي كولدج" في بوسطن من أجل الاستعداد لخوض مباريات في رياضة الملاكمة.
وقال تامرلان آنذاك للمصور الذي التقط صورته إنه يأمل في الفوز بأكبر عدد من المباريات ليتم اختياره ضمن صفوف الفريق الأولمبي الأمريكي ويحصل على الجنسية الأمريكية.
وأوضح تامرلان أنه إذا لم تحصل الشيشان على استقلالها فإنه يفضل تمثيل الولاياتالمتحدة في المنافسات الرياضية عن تمثيل روسيا.
ونقل عن تامرلان قوله إنه " ليس لديه أي صديق أمريكي، فهو لا يفهمهم". ولكن مقابلة أخرى تعود إلى عام 2004 قال فيها إنه " يحب أمريكا".
أما الشقيق الأصغر جوهر فقد وصف بأنه كان مندمجا في المجتمع الأمريكي. وقال عنه زميلته في المدرسة " كان جوهر شخصا دؤوبا ومشهورا في المدرسة ومحبوبا لدى الجميع".
علاقتهما بالشيشان وتشير التقارير إلى أن الشقيقين تساناريف حافظا على علاقتهما بالشيشان، فجوهر كان نشطا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الروسي وشارك في كثير المجموعات الشيشانية.
وفي مفضلاته على صفحته الخاصة، قال جوهر إن الإسلام منهجه في الحياة والحصول على المال ووظيفة من بين " أهدافه الشخصية".
أما الشقيق الأكبر تامرلان فقد سافر إلى روسيا العام الماضي وقضى هناك عدة أشهر وشملت الرحلة زيارة داغستان.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي إن الحساب الشخصي لتامرلان على موقع يوتيوب احتوى على " مقاطع تحث على التشدد" من بينها محادثات وخطب دينية لشخص يدعى " فايز محمد" وهو داعية متشدد يعتقد أنه أثر بشكل شديد على أفكار تامرلان.
أجهزة استخباراتية وعلى الرغم من أن تامرلان أثار انتباه الأجهزة الأمنية في روسيا إلا أن السلطات لم تعتقله لأنه لم تجد سببا يدعو إلى ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمني روسي قوله إن " السلطات الروسية تابعت تامرلان 4 مرات خلال زيارته إلى داغستان وبخاصة بعد أن شوهد من قبل أجهزة مكافحة الإرهاب الروسية بصحبة مشتبه به آخر يعتقد أنه على علاقة بمتمردي الشيشان".
وأضاف المسؤول أن " المشتبه به اختفى عن الأنظار وكذلك تامرلان الذي غادر داغستان في يونيو / حزيران الماضي دون أن يتعرض للاستجواب أو الاحتجاز لأن السلطات لم تملك دليلا يدينه".
وفي الولاياتالمتحدة، قال مكتب التحقيقات الفدرالية "اف بي اي" إنه تلقى طلبا من دولة أجنبية، لم يسمها، لاستجواب تامرلان عقب عودته من زيارة داغستان.
وأغلق مسؤولو اف بي اي القضية لأنهم لم يجدوا شيئا يثير الانتباه.