جاء إسماعيل إلى محطة قطار رمسيس بعدما سمع فى وسائل الإعلام عن انتهاء إضراب سائقى القطارات، مساء أمس، ثم فوجئ بأن ما سمعه يختلف كثيرًا عما وجده بنفسه، فلم يجد قطارًا واحدًا يتحرك، واكتشف أنه ليس وحده من جاء مفعومًا بالأمل، بل امتلأ الرصيف عن آخره بركاب آخرين جاءوا على أمل أن يلحقوا بقطاراتهم. دخل إسماعيل إلى صالة المحطة ليكتشف أنها قد تحولت إلى ساحة للتظاهرات وترديد الهتافات المنددة بحكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، ومن بين الهتافات «يسقط حكم المرشد»، و«ارحل يا مرسى».. الهتافات والتظاهرات بدأت تقريبًا بحلول العاشرة مساء بعدما أيقن الركاب أنه لا سبيل إلى السفر لمحافظاتهم، وبالأخص الركاب المتجهين إلى وجه قبلى، ونشبت مناوشات بالكلام بينهم وبين رئيس حركة المحطة، لتأخر 3 قطارات تم الإعلان عنها عبر إذاعة المحطة، فيما تعالت الهتافات المطالبة بعودة الجيش لإدارة البلاد.
وبدا التذمر على الركاب لعدم انتظام حركة القطارات المتجهة إلى الصعيد، رغم إعلان المحطة عن تولى سائقين من الجيش تسيير قطار فى الساعة ال1.30 ظهرًا، وآخر فى ال7.30 مساء إلى محافظة أسوان، وبعدها بساعات أبلغت شرطة المحطة ركاب وجه قبلى وبحرى، بعدم صرف تذاكر من المحطة، لأن كمسارية القطارات سيحصلون على الأجرة فى القطار، ولعدم تأكدهم بأن القطارات ستتحرك فى مواعيدها المقررة سلفا، وهو ما قابله الركاب بهتافات منددة بالرئيس والجماعة، منها «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«على وعلى الصوت.. يا إما القطر يا إما الموت».
وأمام تأزم الموقف توافد عدد من سائقى ميكروباص الإسكندرية وطنطا أمام شباك تذاكر المحطة، وسألوا الركاب عمن يرغب فى السفر إلى الاسكندرية عبر الطريق الصحراوى، وقال بعضهم: «سيبكم من القطارات.. مفيش فيها أمل»، ولكن بعض الركاب لم يستجيبوا لهذه النداءات وقال أحدهم يدعى حمادة سوهاج: «أنا من سوهاج وعايزنى أسافر ب60 جنيه بالعربيات، والله ما أنا عارف مين الصح ومين الغلط»، هكذا ينظر حمادة فرج، من سوهاج إلى نداءاتهم، ويتحسر على حاله.
وأضاف محمد صالح، الذى ينتظر قطار الصعيد منذ 12 ساعة تقريبا: «لازم الهيئة تشتغل بكامل طاقتها، مش كل لما يحضر سائق إلى المحطة تعلن الإدارة عن خروج قطار الساعة كذا، الناس مش هتقدر تستحمل المرار ده».
أما أسامة صبحى المتجه إلى محافظة الشرقية قرر أن يعود لعمله فى المستشفى، بعدما فقد الأمل فى العودة لمنزله، وقال: «يجب قطع رقبة كل سائق ليس عنده ضمير، لأنه لم يراع ظروف المريض والمضطر للسفر والطلاب».