أفادت الأنباء اليوم، بأن ضراوة المعركة الدائرة على وادى الطيرة الاستراتيجى، بمنطقة خيبر القبلية شمال غربى باكستان، اشتدت أمس، بقيام المقاتلات النفاثة والمروحيات الحربية بقصف مواقع المتشددين. وذكرت صحيفة نيشن، المحلية نقلا عن مسئولين عسكريين أنه قد ورد إليهم ما يفيد بمقتل 30 جنديا من قوات الأمن حتى الآن، وحوالى مائة متشدد خلال أربعة أيام من القتال العنيف فى شمال غرب باكستان، حيث يتصارع الجيش لانتزاع السيطرة على هذا الوادى الجبلى النائى من طالبان وحلفائها.
وقد شن الجيش، هجومه فى وادى الطيرة، يوم الجمعة الماضى، بعد أسابيع من القتال بين الجماعات المسلحة المتناحرة أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من المنطقة.
وزعمت مصادر عسكرية، أن الجيش نجح فى فرض سيطرته على جزء كبير من الوادى من حركة طالبان الباكستانية وحليف لها، هى جماعة عسكر الإسلام، بعد أن خاضت الجماعتان قتالا فى الأسابيع الأخيرة، ضد جماعة متشددة أخرى، هى أنصار الإسلام، المتحالفة مع رجال القبائل الموالين للحكومة.
وقد شن الجيش، عشرات العمليات ضد طالبان الباكستانية فى هذه المنطقة القبلية فى السنوات الأخيرة، ولكن بعض المناطق مثل وادى الطيرة ظلت خارج نطاق سيطرته، وألمح خبراء الأمن إلى توجيه ضربة حاسمة فى وادى الطيرة؛ حيث بدأت حركة طالبان الباكستانية وجماعة عسكر الإسلام فى تقوية مواقعهما فى الوادي.
وتشكل هاتان الجماعتان، تهديدا خطيرا للمناطق المستقرة لا سيما مدينة بيشاور، وقد نزح أكثر من 40 ألف شخص من وادى الطيرة منذ منتصف مارس الماضى، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن الأممالمتحدة، ولجأ عدد كبير من النازحين إلى مدينة بيشاور وأجزاء أخرى من اقليم خيبر بختون خوا الشمالى الغربى، وأوضحت الأممالمتحدة، أنهم فى حاجة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية ومياه نظيفة.