رحب تشاك هاجل، وزير الدفاع الأمريكي، بأنباء قرار الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، بالعفو عن العقيد جوزيف رومانو من القوات الجوية الأمريكية الذي كان قد أدين بالمشاركة في اختطاف رجل دين مصري من ميلانو عام 2003، معربا عن تقديره للدراسة المتأنية من جانب الحكومة الإيطالية في هذا الصدد.
جاء ذلك في بيان اليوم السبت للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" جورج ليتل، أوضح فيه أن الولاياتالمتحدة وإيطاليا تتمتعان بشراكة قوية بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التعاون الوثيق في قضايا الدفاع في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مشيرًا إلى أن هذا القرار يتفق مع وجهات النظر المشتركة لحكومتي الولاياتالمتحدة وإيطاليا حول أحكام الاتفاق الخاص بقوات منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضح تقرير لشبكة "صوت أمريكا" أن الرئيس الإيطالي قد أصدر أمس الجمعة عفوًا عن الضابط الأمريكي الذي كان قد أدين بالمشاركة في اختطاف رجل الدين المسلم المصري حسن مصطفى أسامة نصر والمعروف ب "أبو عمر" في ميلانو في عام 2003" والذي تم اقتياده سرًا للاستجواب في مصر على متن رحلة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وكانت هذه الرحلات السرية من بين التكتيكات المستخدمة لشن "الحرب على الإرهاب" في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بعد هجمات 11 سبتمبر، وقد أدانتها جماعات حقوق الإنسان باعتبارها انتهاكا للاتفاقات الدولية.
وقال الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو إنه أصدر العفو على العقيد جوزيف رومانو، الذي كان الشخص الوحيد غير التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من بين 23 أمريكيًّا قاموا باختطاف الشيخ حسن مصطفى عام 2003.
وقد طلب محامي رومانو العفو، الذي تم منحه "لأن الولاياتالمتحدة وإيطاليا حلفاء مقربون يتشاركان أهداف مشتركة لتعزيز الديمقراطية والأمن في العالم"، وفقا لبيان صادر عن الرئيس نابوليتانو.
وقد أعلن الشيح حسن مصطفى أنه تعرض للتعذيب لمدة سبعة أشهر، وكان مقيما في إيطاليا وقت اختطافه، حيث كانت إيطاليا أول دولة تدين مواطنين أمريكيين بسبب مشاركتهم في عملية تسليم أفراد.
وكان قد تم الحكم على رومانو و21 شخصًا آخرين بأحكام بالسجن لمدة 7 سنوات عن جريمة الاختطاف، بينما تم الحكم على رئيس مكتب "سي آي إيه" في ميلانو السابق "روبرت سيلدون لادي" المعروف باسم "مستر بوب" بالسجن لمدة 9 سنوات.
وقد تمت محاكمتهم جميعا غيابيًّا، ولم تبدِ الحكومة الإيطالية حتى الآن إلا القليل مما يدل على أنها سوف تطلب تسليمهم لقضاء الأحكام الصادرة ضدهم، ولم يتم توضيح أسباب منح العفو لرومانو في حين لم يتم منحه ل 22 عضوًا في وكالة الاستخبارات المركزية شاركوا في العملية.
وقد حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما النأي بنفسه عن الأساليب الغليظة التي كانت تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من قبل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وأمر أوباما في عام 2009 بإغلاق السجون التابعة للوكالة والتي عملت لفترة طويلة.