تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويبدو أن المثل الشائع فى مصر قد انطبق تماما على أحوال البعثة المصرية فى بسكارا، والتى تشارك فى دورة ألعاب البحر المتوسطة السادسة عشرة بإيطاليا. فقد خيم الحزن على كل أفراد البعثة، وبدلا من الأفراح، التى كانوا يعيشون فيها لما حققوه من إنجازات كبيرة، وتضاف إلى سجل الإنجازات المصرية فى تاريخ ألعاب البحر المتوسطية سريعا تبدلت بحزن شديد. وكأن القدر لا يريد أن يظل هؤلاء اللاعبون يعيشون فى لحظات سعادة قليلا ما تأتى، فقد ترك هروب لاعبى رفع الأثقال جابر فرحان صاحب الميداليتين الفضية والبرونزية والسيد حسونة صاحب الميدالية الفضية آثارا سلبية على الجميع خاصة بعد أن تم إبلاغ السلطات الأمنية والمحلية فى مدينة كيتى الإيطالية، وأكد الدكتور وجدى أبوالمعاطى رئيس البعثة أنه ما زال يتابع الأحداث مع السفارة المصرية، وحتى الآن لم تتوصل الشرطة لأى معلومات تفيدنا عن اللاعبين الهاربين، وكنت أتمنى أن يخرج هؤلاء أو غيرهم بطريقة شرعية، وفى هذه الحالة لن يمنعهم أحد، ويعترض على تحقيق أحلام أى مسئول، ولكن ما فعله اللاعبان هو إساءة بكل المقاييس للبعثة المصرية فى إيطاليا، ولدىّ إحساس بأنهما سوف يعيدان حساباتهما، ويعودان إلى معسكر البعثة بالقرية الرياضية دون أى مشكلات، حيث إن السلطات الأمنية لن ترحمهما لو تم القبض عليهما لأنهما سيقعان تحت طائلة القانون كمهاجرين غير شرعيين، ووقتها سوف تطبق عليهما أحكام القانون وعقوباته. على الجانب الآخر تتابع السفارة المصرية تطورات الموقف بعد أن تم تسليم صور من جوازات السفر الخاصة باللاعبين إلى السلطات المحلية فى مدينة كيتى ووزارة الداخلية بروما لتوزيعها على مخارج البلاد للقبض عليهم فورا وتسليمهم إلى مسئولى البعثة المصرية قبل فوات الأوان. وعلمت «الشروق» أن اللاعبين لو ظلا داخل إيطاليا لحين سفر البعثة المصرية منها يوم الثلاثاء المقبل فور انتهاء فعاليات الدورة سوف تتأزم الأمور ويصبحان مطلوبين ومطاردين فى كل مكان ولو تم القبض عليهما بعد ذلك سواء يعاملان معاملة النازحين من خلال الهجرة غير الشرعية، وهو ما يمكن أن يسبب أزمة فى الفترة الماضية، حيث إن أحكام القانون فى إيطاليا تشدد على هذه النوعية من المخالفين للقانون، لدرجة أنهم بصدد تعديل لقانون الهجرة غير الشرعية وتغليظ عقوباته بالسجن لمدد معينة. من جانبه يتابع اللواء منير ثابت رئيس اللجنة الأولمبية المصرية تطورات الموقف لحظة بلحظة مع الدكتور وجدى أبوالمعاطى رئيس البعثة، وهناك اتصالات مباشرة مع السفارة المصرية وسفيرنا أشرف راشد، الذى أعرب عن قلقه من نتائج هذا الهروب. وقد عبر منير ثابت عن استيائه لهذا التصرف، ووصفه بالظاهرة السيئة، والتى يجب التصدى لها. وعلى الجانب الآخر فقد رفض مسئولو اتحاد رفع الأثقال إجراء أى تليفونات والتصريح بأى معلومات على هذا الموضوع انتظارا لما ستسفر عنه نتائج التحقيقات وإمكانية عودتهما أم لا، ومن المتوقع أن يجتمع مجلس إدارة الاتحاد المصرى ليوقع عليهما عقوبات من الممكن أن تصل إلى الاستبعاد النهائى من المنتخب بجانب حجب مكافآتهما، والتى تصل إلى مائة ألف جنيه. بعض المصادر ذكرت أن هروب اللاعبين المصريين جابر وفرحان وسيد حسونة مرتبط بهروب اللاعب التونسى حسين بن ناصر، والذى هرب فى نفس التوقيت. وذكرت مصادر تونسية هنا فى بسكارا أنه من المحتمل أن يكون اللاعب التونسى قد اتفق على الهروب قبل انطلاق الدورة، وكانت الخطة موضوعة بالاشتراك مع بعض أصدقائه التوانسة والإيطاليين. وعلى صعيد آخر يبدأ يوم السبت البطل الأوليمبى هشام مصباح منافساته فى الجودو على وزن 90 كلجم، وكله أمل فى تحقيق الميدالية الذهبية لتضاف إلى جدول ميداليات مصر، التى تراجعت مركزا بعد أن تقدمت عليها تونس صباح أمس بفارق ميداليتين ذهبيتين، حيث جاءت تونس فى المركز السادس برصيد 12 ميدالية ذهبية فى حين مصر احتلت المركز السابع برصيد 10ميداليات، والأمل ما زال ينتظر هشام مصباح اليوم والقاطرة البشرية سماح رمضان بطلة أفريقيا فى الجودو الأحد.