رصدت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، حرص الأردن، على النأي بنفسه عن التورط في الحرب السورية، التي اشتدت وتيرتها على الجبهة الجنوبية الموازية لأراضيه.
ولفتت المجلة -في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني مساء السبت- إلى أن شرارة الحرب الأهلية في سوريا اندلعت من جبل "حوران" في درعا جنوبًا بموازاة الحدود الأردنية، كما نوهت عن القمع الذي واجه به النظام مظاهرات درعا، التي لا يفصلها عن العاصمة "دمشق" غير ساعة زمنية من القيادة، كما يوجد بها قواعد عسكرية في دولة لا تزال رسميا في حالة حرب مع إسرائيل.
وبعد رصدها أسباب تشبث نظام الأسد بالجنوب متمثلاً في درعا بدرجة تفوق درجة تشبثه بالشمال والشرق، لفتت المجلة إلى محاولات قوات المعارضة على مدار الأسابيع القليلة الماضية الاستيلاء على درعا، إذ شنت هجومًا على العديد من الدبابات والمدافع وعددًا من نقاط التفتيش لتتمكن بالفعل من السيطرة على العديد من القرى شرقي المدينة، بالإضافة إلى السيطرة على جزء صغير من المدينة نفسها، كما شنت غارات على مناطق قريبة من مرتفعات الجولان.
وأوردت المجلة -في هذا السياق- قول بشار زعبي، القيادي بالمجلس الأعلى العسكري للثوار، "نحن والنظام نعرف أن معركة دمشق تبدأ من هنا"، في إشارة إلى درعا.
وعزت "ذي إيكونوميست" اشتداد وتيرة القتال في الجنوب أكثر من ذي قبل، إلى زيادة كم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، جنبًا إلى جنب مع زيادة عدد الانشقاقات عن النظام، بالإضافة إلى الدعم الذي باتت تتلقاه المعارضة من الخارج على الرغم من ضئالته.
ورصدت المجلة تخوف الأردن من تسلل الاضطراب السوري إلى أراضيه، مشيرة إلى ما اتخذته المملكة من تدابير؛ للحيلولة دون استخدام أراضيها كممرات لعبور الأسلحة والمقاتلين على نحو ما باتت عليه كل من تركيا ولبنان والعراق.
وأوردت المجلة قول بعض مقاتلي الثوار، بأن الأردن باتت تسمح بمرور شحنات من الأسلحة على نحو موجه بشكل جيد، وإن كان محدودًا، لافتة إلى أن ثمة تقارير تشير إلى تدريب مقاتلين على الأراضي الأردنية، وهو ما ينفيه المسؤولون الأردنيون.
واختتمت المجلة بالقول، إنه مع اشتداد وتيرة الحرب الأهلية السورية يتزايد حرص الأردن، رغم اعتقاده بحتمية رحيل نظام الأسد، على النأي بنفسه عن مزيد من التورط في هذه الحرب.