ما يقرب من ربع قرن قضاها فى السجن “بسبب اتهامه بالتورط فى حوادث اغتيال وأعمال عنف”، يخرج من السجن ليبدأ هو وجماعته الدعوة ل”نبذ العنف” فى المليونيات ووسائل الإعلام، واتهام غيره من المعارضين بأنهم هم دعاة العنف والتحريض على إشعال البلاد. انضم للجماعة فى بداياتها، ليعد أحد أهم أعضائها ومؤسسيها فى السبعينات، وما لبث أن قبض عليه، فى أوائل الثمانينات، فى أعقاب عمليات اغتيال قامت بها الجماعة “معلنة مسئوليتها ولم تتراجع أو تندم عما قامت به يوما”، ليظل حبيس السجون سنوات طويلة.
فى أحد أشهر وأكثر حوادث الاغتيالات، صدمةً، التى مرت على الشعب المصرى، كان “عاصم عبد الماجد”، أحد المشتركين فيها، وهى حادث اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات، فى السادس من أكتوبر عام 1981، ولم يمر يومان حتى وقعت مجزرة أمام مديرية أمن أسيوط، راح ضحيتها قرابة 118 جنديا وضابطا، كان عبد الماجد، هو قائد هذا الهجوم، حتى أصيب بثلاثة أعيرة نارية بركبته اليسرى والساق اليمنى فعجز عن الحركة، حتى أنه نقل إلى القاهرة للمحاكمة على متن طائرة.
«الجماعة» تطرح مبادرة وقف العنف
كان تاريخ الجماعة الإسلامية فى أعمال العنف فى البلاد– بقصد الجهاد فى سبيل الله– طويلا، حيث بدأ فى الثمانينات واستمر حتى مبادرة “وقف العنف”، التى طرحتها الجماعة فى عام 1997، وكان عاصم عبد الماجد، أحد المشاركين فيها. جاءت هذه المبادرة بعد سنوات راح فيها المئات– من ضحايا العنف، فى أعمال اعترفت الجماعة بارتكابها لها وأعلنت مسئوليتها عنها، وكان من بين هؤلاء الضحايا عدد كبير من السياح فى هجمات على المنتجعات والمناطق السياحية، كما نسب إليهم اغتيال “شهيد الكلمة”، الدكتور فرج فودة، بعد أن وصفوه بالمرتد لاختلافهم مع أفكاره.
«الجماعة» تدعو لمليونية نبذ العنف
“البطل المغوار.. شهيد الحق، خالد الإسلامبولي”، هكذا وصفه، عاصم عبد الماجد، فى مليونية “نبذ العنف”، التى دعت لها الجماعة الإسلامية، وبعض التيارات الإسلامية، قبل أسابيع، أمام جامعة القاهرة، داعية القوى السياسية المعارضة، إلى وقف العنف والاتجاه إلى بناء البلد.
تعليقات ساخرة من المعارضين للجماعة، على صفحات الإنترنت، "أن تأتى مبادرات ودعوات وقف العنف" من جماعة لها باع طويل فى حوادث عنف وقتل وتفجيرات، ثم يوصف قاتل السادات بالبطل المغوار، ليعكس رضا الجماعة عما اقترفوه من قبل، فهل تنجح دعوات السلام إذا جاءت من الجماعة الإسلامية “جماعة الجهاد” .
«الجماعة» تنزل باللجان الشعبية لنشر الأمن
فى أسيوط.. حيث قامت المجزرة قبل سنوات ضد الشرطة، اليوم تساهم الجماعة الإسلامية فى نشر الأمن ومواجهة البلطجة فى ظل غياب الشرطة، بأن تنزل بأعضائها كلجان شعبية، البعض يقول إنها بديل عن الشرطة أو لتحل محله، ولكن الجماعة تؤكد أنها لا تحل محل الشرطة، ولا تستخدم السلاح.. "فالجماعة تركت السلاح منذ زمن وطلقته طلقة بائنة".