أثارت فتوى مجلس الإفتاء في سوريا، بالدعوة للجهاد إلى جانب قوات الأسد تساؤلات حول الهدف من تأجيج الوازع الديني في هذه المرحلة من الأزمة السورية. الخبراء يتخوفون من منحى طائفي للصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين.
ويرى مراقبون أن الدعاية الحربية في سوريا، سواء التي يقوم بها النظام أو المعارضة المسلحة، بدأت تأخذ أكثر من أي وقت مضى صبغة دينية، فقد أصدر مجلس الإفتاء الأعلى، وثيقَ الصلةِ بالحكومة في سوريا، فتوى تدعو المواطنين للانضمام إلى الجيش، واصفا ذلك بأنه "مسؤولية إيمانية ووطنية"، قائلا إن الدفاع عن سورية هو "فرض عين" أي أنه واجب شرعي على كل مسلم، داعيا أفراد الجيش السوري الذين يخوضون "المعارك في الدفاع عن شعبنا وأمتنا بمراقبة الله عز وجل في جهادكم ودفاعكم عن سوريا رفعا لكلمة الله والحق في وطننا الغالي".
وغداة إعلان مجلس الإفتاء الأعلى التابع للنظام السوري الجهاد ودعوته أبناء الشعب السوري الالتحاق بقوات النظام، عرض التلفزيون السوري الرسمي، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أغنية "سنخوض معاركنا معهم"، وهي إحدى أشهر أغاني تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الجهادية حول العالم.
ويرى الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة باريس، أن النظام في سوريا الذي يقوده حزب البعث العلماني يحاول أن يستخدم مصطلح "الجهاد" ضد خصومه "لأنه أصيب بالاستنزاف"، فالكثير من قوات الاحتياط في الجيش السوري وحتى الشباب ممن يتم استدعاؤهم لخدمه العلم يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية.
في المقابل ظهرت دعوات دينية أخرى في العراق وإيران، ولبنان، لنصرة نظام الأسد، فقد طالب رجل الدين الإيراني مهدي طائب، بدعم الجيش النظامي السوري مؤكدا بالقول "لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران".
ومن كل هذه التصريحات الداعية إلى "الجهاد" يتخوف المحلل السياسي خطار أبو دياب من أن تصبح سوريا "ساحة معركة بين عناصر جهادية لدعم الأسد وعناصر جهادية أخرى مناوئة له."