نور عبدالحافظ، من الوجوه التى ظهرت على شاشة البرامج التليفزيونية عقب ثورة 25 يناير، وارتباط ظهوره بقناة «مصر 25» جعله يمثل جيلا جديدا من مذيعى السلطة، فبرنامجه «الشارع السياسى» يجسد توجهات المحطة التليفزيونية الناطقة بلسان جماعة الاخوان، وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، فهو يقوم على تصدير أخبار الحكومة، وتقديم قراءات للأحداث والاخبار من الزاوية التى تخدم وجهة نظر الرئيس وجماعته والحزب الحاكم، ومن جانبه لا يخفى نور انتماءاته السياسية، ويؤكد أنه لا توجد حيادية فى العمل الاعلامى، وأن كل مذيع له قناعاته ورؤيته السياسية التى يعبر عنها، وأنه يتبنى فكرة تقديم مساحة من الأمل ليعادل بها السواد الذى يصدره إلى الشاشة ما سماه بالإعلام المغرض، ويرى أن انتقاد باسم يوسف لأدائه على الشاشة فى برنامجه «البرنامج» بأنه دور يلعبه نوع من الإعلام يسعى لترويج بضاعته. وفى حديثنا معه تجنب أن يذكر اسم باسم يوسف، وقال إنه لا يتضرر من انتقاده لأدائه، لأنه لم يشاهد برنامجه إطلاقا، وأنه رفض تحريك دعوى قضائية ضد «يوسف» كما نصحه د. عاطف عبدالرشيد فى قناة الحافظ لأنه يرى الخلاف بينهما ليس شخصيا، وان الآخر يقوم بدور مطلوب منه، وأن رهانه على أن البضاعة التى تقدم شيئا حقيقيا للناس هى التى ستستمر.
• وما هى الخبرات التى تراها قد أهلتك لتقديم برنامج تليفزيونى؟ منذ أن كنت طالبا فى هندسة الاسكندرية، وأنا مهتم بالنشاط الطلابى،، وكان لى اهتمام أيضا بالعمل الاجتماعى الخيرى، والحركات النقابية، فضلا عن خبرات اكتسبتها من الحياة العملية، سواء خلال فترة عملت بها كضابط احتياط بعد تخرجى فى الجامعة، وكذلك عملى فى مجال التسويق بالسعودية، والى جانب هذا دراسات فى مجالات مختلفة، فى التسويق وإدارة الأعمال بالجامعة الامريكية، وكذلك دراسة القانون حيث حصلت على ليسانس الحقوق.
• وهل ترى ان هذا وحده كاف لإطلاق مشروع مذيع محترف؟ لا أعمل كإعلامى محترف، ولم أسع للإعلام، ولكن التعبير عن وجهة النظر والرؤية الخاصة ربما يضع صاحب هذه الرؤية محط اهتمام، ولا أعرف إن كنت سأستمر فى العمل الإعلامى أم لا، فلم أخطط لدراسة الإعلام كما درست من قبل الحقوق وإدارة الأعمال لصقل المهارات أو اكتساب الخبرات، وربما أغير نشاطى فى أى وقت لشىء آخر أجد فى نفسى ميلا له.
•ومتى قررت خوض تجربة العمل كمقدم برامج ؟ عندما فوجئت أن فلولا تبلغ بهم الجرأة أن تترشح لمنصب الرئاسة، وكان لابد من دعم مرشح ينتمى للثورة، خاصة بعد أن فشلت فكرة التوافق بين القوى السياسية، وقرر حزب الحرية والعدالة الدفع بمرشح، واستقر الوضع عند ترشيح د. محمد مرسى عقب استبعاد المهندس خيرت الشاطر فى مناورة سياسية يعرفها الجميع، ومن هنا جاء برنامج «الشارع السياسى» لدعم مرشح «الحرية والعدالة» فى حملته الانتخابية، وتم اختيارى لتقديم البرنامج كجزء من نشاطى فى حملة الرئيس.
• نفهم من ذلك أن مشروعك سياسى وليس بهدف تقديم عمل إعلامى؟ أعتقد أنه بالأساس مشروع سياسى، ولكنه فى نفس الوقت لا يخلو من شق إعلامى، ففى اجواء الاستقطاب التى فرضتها العملية الانتخابية هناك اصوات لعبت على أوتار تلفيق الاكاذيب، وكان لابد من وجود طرف آخر يكشف عن الجانب الآخر للصورة، فسلسلة الاكاذيب المتصلة والمتعمدة، حتمت علينا التحرك فى الاتجاه المضاد، والعمل على كشفها وإضاءة الجانب الايجابى لأن الحياة ليست كلها سوداء كما يظهرها الإعلام المغرض.
• وما ردك على من يقول إن برنامجك يقدم وجها آخر من هذا الاعلام الذى يقع فى كثير من الأخطاء المهنية؟ منظومة الإعلام كلها مختلة، فنحن مازلنا فى المراحل الاولى للديمقراطية، ولا أبرئ نفسى أو برنامجى من الأخطاء، ولكننى أقول إننى أخطئ وسأخطئ طالما أننى أعمل، ولكن الخطأ عندى ليس متعمدا، أما ما يقع فيه الآخر فهو خطيئة، لأنه يخطئ عن قصد، وعن سوء نية، وعندما تتكشف الحقائق لا يعتذر.
•ولكن يظل برنامجك متهما بتضليل الناس وتزييف الحقائق كما حدث فى تغطيتك لحادث مركب الصيد المفقود؟ لم أزيف الحقائق، فعندما أعلنت عن جهود المسئولين فى التعامل مع المشكلة، والتنسيق بين الجهات المختلفة، وتحركات القوات البحرية لإنقاذ المركب كنت أصف ما يحدث فى تلك اللحظات، ولكن كون ان المهمة لم تنجح فهذا لا ينفى حال التحفز والتحرك نحو انقاذ من بالمركب، وأحب أن أقول هنا إنها كانت المرة الاولى التى تلقى فيها استغاثة من مركب لصيادين فى عرض البحر، هذا الاهتمام من جانب الجهات الحكومية، ولا ارى أى عيب فى أن أبدى سعادتى بإنقاذ الصيادين المصريين.
•هناك اتهام يلاحق برنامجك بأنه لا يقدم أرقاما حقيقية ؟ هناك حالة من التربص والتصيد، فلو قلت رقما ما على سبيل المبالغة لإبراز حجم الفساد مثلا، يتمسكون بالرقم ودقته، وأستشهد هنا بمقولة للإعلامى تامر أمين عندما قال فى برنامج تليفزيونى إن 99% من الإعلاميين .. تييييت ..، وأتساءل: هل كان يعنى بالفعل هذه النسبة.