سيطرت برامج اكتشاف المواهب مثل« آراب إيدول، أحلى صوت، صوت الحياة، ستار أكاديمى، وإكس فاكتور» خلال العامين الأخيرين على شاشات الفضائيات العربية، ومع انطلاق النسخ الجديدة من البرامج حدث تزاوج فى العرض بين بعض الفضائيات، حيث قامت صاحبة حق تصوير البرنامج ببيعه لفضائيات أخرى، فنجد قناة الحياة تعرض فى نفس التوقيت «آراب إيدول» مع «إم. بى. سى»، والنهار تعرض مع «ال. بى. سى» ستار أكاديمى، و«سى. بى. سى» التى عرضت بالفعل «إكس فاكتور» مع روتانا. وهذا يعنى أن هذه البرامج تحقق عائدًا ماديًا كبيرًا وانتشارًا جماهيريًا أدى إلى ما وصلت إليه من استقطاب نجوم الصف الأول فى عالم الغناء مثل كاظم الساهر، هانى شاكر، راغب علامة، نانسى عجرم ،اليسا ،كارول سماحة ، وائل كفورى وشيرين وغيرهم، لكن السؤال الذى يفرض نفسه..، بما أن هذه البرامج قائمة على اكتشاف المواهب وبالتالى أداء أغانى 99 % منها من التراث الغنائى أو أغانى حديثة سبق غناؤها، فأين حق الأداء العلنى أو حق إعادة نشر هذه الأعمال؟ المفاجأة أننا عندما سألنا بعض المسئولين بجمعية المؤلفين والملحنين اكتشفنا أن هذه البرامج التى تحقق الملايين تتعامل مثل برنامج ركن الهواة الذى كانت تقدمه الإذاعة المصرية منذ أكثر من 50 سنة على اعتبار أن هذا البرنامج هدفه اكتشاف المواهب، رغم أن الفارق كبير بين برنامج كان يقدم من أجل المواهب الحقيقية، وبالفعل قدم لنا أسماء كثيرة وبرامج هدفها الربح بدليل كل هذا الكم من الإعلانات ثم الاعتماد على نجوم كبار للترويج وغيره، فى هذا التحقيق نرصد القضية.
فى البداية.. قال فتحي عبدالعزيز المدير المالى لجمعية المؤلفين والملحنين: "إن هذه البرامج تعامل معاملة برنامج ركن الهواة الذى كانت تقدمه الإذاعة لاكتشاف المواهب، وهنا الصوت يستخدم كوبليها أو مذهبًا من الأغنية فقط وبالتالى فهو لا يعتبر إعادة نشرها بصوته، الحالة الوحيدة التى تجعلنا نحصل من البرنامج على أموال هى عندما يرغب فى استغلال ما تم غناؤه فى البرنامج بشكل تجارى أى طرحها فى شكل اسطوانات أو شرائط كاسيت وبالتالى يجب أن يحصل على تصريح بحق إعادة النشر، وأضاف فتحى أن كل هذه الأمور تحدث طبقاً للقوانين المنظمة لحقوق المؤلف والملحن.
الشاعر الغنائى عزت الجندى عضو مجلس ادارة جمعية المؤلفين والملحنين، قال «الجمعية لها حق الحصول على نسبة من هذه البرامج لأن القانون صريح، فأى مصنف يعرض تجاريًا سواء برنامج أو غيره فعلى القناة دفع حقوق المؤلف.
وأشار خلال الجلسة القادمة لمجلس إدارة الجمعية سوف اطرح الأمر على الأعضاء، لمعرفة كيف نساوى بين برنامج كركن الهواة وبرامج تربح ملايين الجنيهات، والدليل هذا الانتشار الكبير وتلك الإعلانات التى تضمها البرامج. فإذا كان هناك سوء فهم للقانون أو هناك ثغرات سوف نعمل على سدها مهما حدث، لأن الجمعية صاحبة حق أصيل فى الدفاع عن حقوق أعضائها، ولن نسمح لأحد باستغلال اعمالنا دون أن يدفع حقوقنا.
وقال الموسيقار حلمى بكر إن الجمعية تحصل من القنوات مبلغا قطعيا عن كل ما تعرضه. ومن المعروف منذ فترة طويلة أن برامج اكتشاف المواهب لا يحصل منها أى مبالغ لأن الغرض منها فى الاساس اكتشاف المواهب وليس الربح. وقال حلمى: "الأهم من هذا هو ان تكون هناك أجهزة مهمتها الأساسية معرفة حق كل ملحن أو مؤلف فى الأغانى التى تذاع لأننا إلى الآن نوزع المبالغ على الجميع دون معرفة من تذاع له ومن لا تذاع ومهمة الأجهزة هى ان تقول اغنية كذا لكمال الطويل اذيعت فى يوم كذا وهنا يذهب المردود لكمال وليس غيره".
فيما أشار الموسيقار محمد على سليمان عضو مجلس ادارة جمعية المؤلفين والملحنين: أنا مع ضرورة وضع ضوابط جديدة حتى تقوم الجمعية بتحصيل حقوق للأداء العلنى أو مبلغ قطعى عن كل برنامج قبل تصويره لأنه ليس من المعقول أن نظل نعمل بقانون وضع فى القرن الماضى ويساوى بين برنامج له هدف معين كان يقدم فى منتصف القرن الماضى وبين برامج هدفها الربح وتقدم فى القرن الواحد والعشرين. فالقانون يعتبر برامج اكتشاف الاصوات ليست تجارية وان الهدف من استخدام الأغانى هدف نبيل وهو قياس جودة الصوت والاستدلال على وجود موهبة من عدمها. وقال سوف نطرح هذا الامر على مجلس الادارة والاهم هنا هو استجابة القنوات. وقال سليمان ايضا اقترح ضرورة ان يكون من بين الاوراق المطلوبة لإنشاء أى قناة ورقة أو تصريح من جمعية المؤلفين والملحنين، على ألا يمنح النايل سات تصريح البث إلا بوجود هذه الورقة حتى نستطيع فيما بعد أن نحصل على حقوق الجمعية.
ويرى الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين أن هناك تعاقدات بين الجمعية وبعض القنوات الفضائية تجعلها تدفع مبلغا شاملا عن كل ما يعرض أو يبث من إنتاج غنائى، وهذا معناه ان هذه البرامج تندرج تحت هذا التعاقد. وأشار إلى أن لدينا أجهزة بالجمعية تتأكد من المصنفات التى تذاع .