في ظل الانهيار الحادث علي الساحة الغنائية خاصة بعد اختفاء المواهب الغنائية التي كان يتم اكتشافها في برامج اختيار المواهب الغنائية بالقنوات الفضائية تحت رعاية محكمين من خبراء التلحين وأساتذة التوزيع الموسيقي والمطربين والشعراء مثلما كان يحدث في برنامج ستار ميكر الذي شارك في تحكيمه الراحل حسن أبوالسعود نقيب الموسيقيين السابق والملحن الكبير حلمي بكر والدكتورة جيهان الناصر الأستاذة بمعهد الموسيقي وبرنامج سوبر ستار الذي ترأس لجنة تحكيمه الموسيقار الكبير إلياس الرحباني، والآن تطل علينا مجموعة برامج جديدة لاختيار المواهب الغنائية بلجان تحكيم تضم نجوم المطربين مثل راغب علامة وأحلام في »ديوالمشاهير« وبرنامج »The voice« الذي تضم لجنة تحكيمه كاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبدالوهاب.. وبرنامج »صوت الحياة« الذي يحكمه حلمي بكر وهاني شاكر وسميرة سعيد وبرنامج عرب إيدول »Arab Idol« الذي تضم لجنة تحكيمه المطربة نانسي عجرم ونجوي كرم وراغب علامة.. وهذا الواقع يطرح سؤالا هاما يحتاج لإجابة وهو: هل يصح جلوس المطرب أو المطربة علي مقعد بلجنة التحكيم ليحكم علي مطرب قد لا يختلف عنه إلا بالشهرة والخبرة.. وهل يصح أن يصنع مطرب مطربا آخر؟.. والإجابة هنا تشير لأن الفضائيات التي تعمل علي تقديم هذه الأصوات ليس هدفها اكتشاف المواهب بل هدفها استثمار هذه المواهب تجاريا من خلال رسائل التصويت وكذلك استخدام المطربين المشهورين بلجان التحكيم كأداة لاستقطاب الإعلانات.. هذا بخلاف أن هذا الأمر يستهوي المطربين والمطربات لحصولهم علي ملايين الدولارات التي قد تعوضهم عن توقف الحفلات الغنائية بسبب.. ربيع الثورات في بعض البلدان العربية.. والأصلح يامن أصابكم هوس الشهرة ومستمرون في ركوب موجة الأضواء ولو علي حساب الآخرين.. الاستعانة بخبراء التلحين وأساتذة التوزيع الموسيقي بجانب المطرب الذي عمل ملحنا وفاهما للموسيقي بالإضافة لشعراء الأغنية في لجان التحكيم للحكم علي مواهب الغناء من الهواة بدلا من المطرب أو المطربة اللذين لا يمتلكان الخبرة والدراسة والثقافة الموسيقية وقد شعرنا خلال متابعتنا لهذه البرامج بالرأي الصائب عند الموسيقار الكبير حلمي بكر أو كاظم أو هاني شاكر وصابر الرباعي الفاهمين للتلحين والموسيقي بعكس آخرين يأتي حكمهم عشوائيا أمثال شيرين عبدالوهاب ونانسي عجرم والحلاني ونجوي كرم وذلك لغياب الخبرة والدراسة والثقافة الموسيقية التي تساعدهم علي اكتشاف مواهب جديدة للساحة الغنائية.. نتمني معالجة هذا الخلل وترك العيش لخبازه والبعد عن ادعياء الإبداع لو أردنا تفريخ مواهب غنائية حقيقية.