سؤال يطرحه اختيار يوم 23 مارس الجارى لانطلاق مهرجان «بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013»، والذى يتزامن مع ذكرى مرور عشر سنوات على الاحتلال الأمريكى وسقوط بغداد، فى نفس هذا اليوم من عام 2003. فى عام 2011 اختارت منظمة اليونسكو بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013، فيما بدأت إدارة مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية منذ فترة العمل على تهيئة مستلزمات إقامة هذا الحدث «التاريخي» من خلال إنتاج أفلام ومسلسلات تتحدث عن سيرة العاصمة، فضلا عن تأهيل الأماكن التراثية والبيوت البغدادية القديمة. وانتهت وزارة الثقافة العراقية فى 13 فبراير الماضى من اختيار شعار المهرجان عبر مسابقة خصصت لهذا الغرض.
ووسط تخوفات شديدة أبداها الوسط الثقافى العراقى إزاء ما تمر به البلاد من أزمة سياسية قد تعرقل اقامة المهرجان، أعلن المتحدث باسم المهرجان نوفل أبو رغيف 23 مارس يوماً «نهائياً» لانطلاق المهرجان بحضور عدد كبير من الكتاب العرب ممن تمت دعوتهم، مشيراً إلى أن الموسم الأول للمهرجان سيبدأ نهاية شهر أبريل المقبل ويتضمن افتتاح معرض الكتاب والملكية الفكرية تحت شعار « لأن المعرفة هويتنا».
وفى أول رد فعل على ذلك وجه الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف نداءً إلى الكتاب العرب المدعووين لهذه الاحتفالية لمقاطعاتها، واصفاً يوم الثالث والعشرين من مارس الثالث والعشرين من مارس بأنه « يومٌ من أيام الشيطان» لأنه: «يوم سقوط بغداد تحت دبّاباتٍ أمريكية تقطع الجسر المهيب على دجلة»، و«هو يوم جزمة الجنديّ الأمريكيّ على رقبة العراقيّ.»، وهو يوم قُتِلَ مليون عراقيّ .،ويوم الهيروشيمات الثلاث العراقية».
وتساءل الشاعر الكبير فى بيانه الذى حمل عنوان «أيها المثقفون العرب: اذهبوا إلى بغداد المحتلّة لترقصوا فى دم العراقيّين» قائلاً: «ماذا ستقولون لأنفسكم أيها المثقفون العرب المدعوّون ؟ كنتم تذهبون إلى بغداد أيام صدّام ، ونحن فى المنفى. واليوم تذهبون إلى بغداد المحتلّة، ونحن فى المنفى. تذهبون إلى أربيل المحتلة، ونحن فى المنفى. أليس من حقّى أن أسألكم: لماذا؟».
وذكر يوسف أن الشاعر التونسى «منصف المزعني» أخبره أنه لن يلبى هذه الدعوة، وفيما وصف يوسف المثقفين العراقيين ب«الممالئين للاحتلال وعصابة عمائمه الحاكمة»، والانتهازيين الجبناء، وصف المشاركين غير العراقيين ب«صحافيّى الارتزاق وشعرائه»، داعياً إياهم أن يذهبوا إلى «بغداد المحتلّة» لتكون جحيمهم.