الفنان بطبعه يحاول من وقت لآخر أن يغير جلده، في إطار الموهبة والإمكانات التي وهبها الله له. من بين هؤلاء الفنانين الذين قدموا أنفسهم في أكثر من صورة الموسيقار الكبير حلمي بكر. فهو يمتلك رصيدا هائلا من الألحان لكبار المطربين، كما أنه شارك في برامج اكتشاف المواهب بداية من «ستار ميكر» وأخيرا «صوت الحياة»، كما شارك في تقديم بعض البرامج الإذاعية والآن يعد لبرنامج تليفزيوني ضخم بعنوان «كلنا بنغني» وهو برنامج ليس لاكتشاف الأصوات فقط أو مناقشة أهم القضايا الموسيقية والغنائية، لكنه برنامج يعيد الشعب المصري ككل للغناء، لأن ثقافة الغناء عندما كانت تسود كما كانت في مصر منذ بداية القرن العشرين وحتى العقد الأخير منه، كانت مصر في حالة نهضة حقيقية وكان الغناء يقود الأمة إلى الأفضل باعتباره الأسرع والأكثر تأثيرا. الغناء عند أغلب الأمم يعكس مدى تقدمها وحضارتها، وهذا هو ملخص ما يريده الموسيقار حلمي بكر من خلال برنامجه. "فالشعب عندما يغني سوف يتغير السلوك الانفلاتي الذي نعيشه كما ستتغير أوضاع كثيرة مما نراها داخل الوسط الغنائي، وربما تنصلح أمور عجزنا عن إصلاحها بالكلام". عن تلك التجربة الجديدة يقول حلمي: "الجمهور هو المحرك الأساسي لأي تقدم وازدهار لذلك علينا أن نتحرك دائما في اتجاهه، يجب ألا نغفل دورة، فهو في الحياة السياسية المحرك لأي شيء، وفي الغناء هو سبب نجومية أو عدم نجومية أي صوت، وفي الاقتصاد هو اليد التي تبنى وتعمر وتصنع، لذلك فإن البرنامج يبدأ من عنده".
ما دمت تتحدث بهذا الشكل عن الجمهور.. فلا بد أن تطرح ما هو دوره بالضبط؟ في البرنامج الجمهور أو الشعب إذا أردت أن تقول له أكثر من دور. في الأستوديو سوف يتقاسم الأمر مع المواهب الجديدة، هناك ركن أساسي للجمهور سوف يحضر معنا ويقيم الموهبة الجديدة ويغني أيضا، كما أن الجمهور في المنازل سيكون له دور من خلال استضافة إحدى الأسر لتغنى معنا بطريقة الكاريوكي على الهواء كما سنسمح لجمهور المنازل بالتواصل معنا من خلال التليفونات للتقييم. فالمضمون هو «سقفة» كبيرة للجمهور لأنه كما قلنا له الدور الأكبر في كل شيء.
هل هذا معناه أنه برنامج لاكتشاف المواهب؟ ليس بهذا المعنى. لكن هذا من ضمن أهدافه. لكن كما قلت الهدف الأهم هو مناقشة كل ما يهم الساحة وخلق فرصة لنشر الغناء الجاد.
هل ستقدم البرنامج بمفردك؟ في كل حلقة سيكون معي أحد نجوم الغناء، مثل مدحت صالح أو على الحجار أو شيرين أو أصالة وغيرهم أو أحد الشعراء أو الملحنين المهم أن تتوافر لديه القدرة على الغناء، ومن خلال اللقاء سوف سنتعرض كل ما يهم الغناء ونستعرض آراءهم في المواهب. لأن البرنامج رسالة غنائية للعالم تقول إن الغناء المصري بخير. والمياه الراكدة في عالم الغناء المصري لا بد لها من محرك قبل أن نتحلل ونصبح ماضيا بلا مستقبل، ولا تنس أن للغناء أهدافًا أخرى.
ماذا تعنى بالأهداف الأخرى؟ أعنى بها السياسة والاقتصاد.
هل تعنى بالسياسة الريادة الغنائية؟ ليست الريادة فقط، لكن الأغنية دائما رد فعل لما يحدث على الأرض. مثلما كان يحدث في الماضي عندما غنى عبد الحليم «صورة» و«قلنا هنبني وادينا بنينا السد العالي». يجب ألا نكون أصحاب فكر منقول يجب أن يكون لنا فكر مضاد خاص بنا.
ميلاد برنامج تسلية.. هل تتصور أنه سوف ينجح وسط تلك الأحداث السياسية خصوصا أنه سوف يعرض خلال إبريل أو مارس؟ لدى فريق إعداد كبير من 10 ل15 فردا مهمتهم خلق التنوع داخل البرنامج من خلال الإطار الذي أضعه. كما أننا لن نكون سطحيين لدينا فكر سياسي سوف نقوله من خلال الغناء، أغنية تصحى العالم العربي ضد من يحرمون الغناء ويطالبون بإلغاء حصة الموسيقى.
علمت أنك انتهيت من مقدمة البرنامج وسوف يذاع «البرومو» قريبا؟ هذا صحيح، والتتر سيكون مفاجأة لأنه بسبع لغات: الإيطالية وتغنيها مغنيه اسمها نورا كمانيني وهي إيطالية، والمطرب محمد مظهر يغني بالفرنسية والإنجليزية. وإيهاب توفيق بالعربية واليونانية وهناك من يغنى باللغتين الإسبانية والألمانية. والكلمات لبهاء جاهين. واللغات الأخرى قامت المغنية الإيطالية بترجمة الجزء الخاص بها وهكذا. التتر بصفه عامة ميوزيكال شو فيه قدر كبير من الإبهار.
تذهب للتليفزيون المصري في الوقت الذي يذهب فيه الجميع للفضائيات الخاصة؟ أولا البرنامج سوف يعرض على الفضائية والأولى المصرية وإحدى القنوات الخاصة. والعبرة ليست في فقر الجهة أو غناها. التليفزيون المصري ليس فقيرا لكنه للأسف كان البعض لا يهتم بوجود رعاة أو إعلانات على اعتبار أنه يحصل من خزانة الدولة على ما يريد، وبالتالي أصبحت هناك ديون بالمليارات عليه. والمختلف هنا أنني اتفقت مع شكري أبو عميرة على سرعة عرض البرومو لكى نحاول أن نستقطب معلنين.
هناك «هوجة» من برامج اكتشاف المواهب.. في رأيك ما هي مواصفات المحكم وعلى من تنطبق ممن يقومون بهذا الدور حاليا؟ الحَكم لا بد أن يكون دارسا لعلم الأصوات وله تاريخ ورصيد في عالم التلحين وله ذوق خاص. وهذه المواصفات تنطبق على هاني شاكر وكاظم الساهر وصابر الرباعي.
ماذا عن البرامج؟ ينقصها دعم الصوت بعد الفوز، وربما هذا يحدث ببرنامج آخر كما يحدث في إنجلترا عقب فوز الصوت يلحق ببرنامج آخر يبدأ من حيث انتهى الآخر.
لكنك ظهرت في تلك البرنامج التي انتقدتها؟ أنا ظهرت كمحكم أو ضيف. لكنني لست صاحب البرنامج. وهنا لا بد أن أشيد بتجربة سيمون أسمر، كل من ظهروا معه نجحوا لأنه وقف خلفهم، وهذا كله لأنه منتج البرنامج وكان يهمه أن يكون صادقًا مع الناس.