انعكست المعارك السياسية في الشارع المصري على الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، اليوم الجمعة، لتنتهي بشكل درامي على خلفية طرد النقيب المنتهية ولايته ممدوح الولي - بعد اشتباكات بين أنصاره ومعارضيه الذين اتهموه ب«أخونة النقابة» - وتأجيل انتخابات التجديد النصفي لعدم اكتمال النصاب القانوني. وتأتى المبارزة الانتخابية بين المرشحين الأقرب لمقعد النقيب، الناصري ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المُتهم بقيادة قائمة سرية لجبهة الإنقاذ، ومنافسه الأبرز عبد المحسن سلامة، مدير تحرير جريدة الأهرام، والمُتهم بالتحالف مع جماعة الإخوان، لتحتل المشهد الأبرز في انتخابات النقابة.
مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، اتهم خلفه ممدوح الولي، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، اليوم الجمعة، ب«التمزق بين انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وقيادته للنقابة»، وهو ما نفاه الولي، مؤكدًا أنه لم يسع ل«أخونة النقابة»، وأن كل الشواهد تدل على أنه لم يعمل إلا على توحيد الجماعة الصحفية، لكنه اعترف بإخفاقه في ذلك رغم جهوده الكبيرة، وفقا لقوله.
واعتبر الولي، أن الاشتباكات التي حدثت أثناء دخوله مقر النقابة بين مؤيديه ومعارضيه، «مجرد حماس زائد من بعض الأشخاص، لا ينفي أن جميع الصحفيين أسرة واحدة»، متهما «البعض»، الذين لم يسمهم بمحاولة إفشال الانتخابات، ومضيفا أن الهتافات المعادية لجماعة الإخوان المسلمين «ليس لها ثمن». فيما رد عبد المحسن سلامة، على الاتهامات الموجهة إليه بأنه محسوب على الحزب الوطني المنحل، ومُتحالف مع الإخوان في انتخابات النقيب، بأن «التحزيب أسلوب تشويه بين أبناء المؤسسة الواحدة»، مؤكدا أنه ترأس اجتماع النقابة الوحيد لدعم الثورة قبل قيامها، حيث كان وكيل أول النقابة وقتها. وأضاف، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، مساء اليوم، أن أولوياته تتحدد في التشريعات والحريات، وتوفير حياة كريمة للصحفيين، وأنه يهدف الهدف لتوحيد صف الصحفيين داخل النقابة. فيما قال أكد ضياء رشوان، المرشح لذات المنصب، أن أول اهتماماته استعادة حقوق الشهداء، والحفاظ على حرية ونزاهة المهنة الصحفية، وأنه سينضم للمجموعة المتجهة إلى دار القضاء العالي للمطالبة بسرعة التحقيقات في قضية الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف. وأضاف رشوان تعقيبا على ما تردد عن دعم نقيب الصحفيين الحالي الدكتور ممدوح الولي للمرشح الآخر عبد المحسن سلامة، أن الولي لا بد وأن يكون حياديا، مؤكدا عدم دعم أي تيار إسلامي له. وبينما كان الصراع الانتخابي داخل النقابة على أشده، نظمت أسرة الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف، الذي لقي مصرعه في اشتباكات قصر الاتحادية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي قبل أسابيع، اعتصامًا على سلالم النقابة.
وقال سالم أبو ضيف، شقيق الحسيني، ل«بوابة الشروق»، إن ضياء رشوان، ومرشحين آخرين، اتصلوا بأسرته، وقدموا وعودا بتحقيق مطالبهم، وهو ما استنكره بشدة، معلنًا رفضه وأسرته للتزييف الانتخابي، في انتظار رؤية هذه الوعود أعمالا حقيقية بعد الانتخابات. وأوضح أبو ضيف، أنهم يعملون لجمع توقيعات من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، للموافقة على غلق النقابة الثلاثاء المقبل، والحشد لمسيرة تضم الصحفيين والشخصيات العامة، متوجهة إلى مكتب النائب العام للمساندة في تقديم بلاغات من أعضاء النقابة وأسرة الشهيد؛ للمطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية الجادة في قضية مقتل شقيقه.