تجمهر أكثر من مئة ألف شخص من أتباع الكنسية الكاثوليكية في ساحة القديس بطرس لسماع صلاة البشارة الأخيرة من البابا بنيديكت السادس عشر المستقيل . وأطل بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر من نافذة مكتبه على الجموع الغفيرة في ساحة القديس بطرس، وتلا صلاته طالباً المباركة والدعم الروحي من السيدة العذراء، لافتاً إلى أن قراره الطوعي بالاستقالة لا يعني الابتعاد عن الرب بل هو شكل جديد لخدمة الكنيسة بالصلاة.
وصلاة "البشارة" اليوم هي الأخيرة لبابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر، والظهور العلني قبل الأخير، إذ من المقرر أن يتم آخر لقاء عام يوم الأربعاء المقبل في فناء الكاتدرائية .
وذكرت إذاعة الفاتيكان أن مئتي ألف شخص على الأقل يمكن أن يحضروا هذا القداس التقليدي الذي يترأسه البابا عادة من على شرفة مقره في تمام الساعة 11 وفق توقيت غرينتش، وتليه رسائل إلى المؤمنين الكاثوليك بعدة لغات.
وأعلنت سلطات روما عن إجراءات أمنية استثنائية، حيث سيتم نشر أكثر من 100 عنصر من رجال الشرطة وقوات النخبة في محيط المكان بينما دعا مئات المتطوعين لمساعدة الحجاج.
وأما الخطوة الأخيرة في المسيرة البابوية لبنيديكت السادس عشر فستتم يوم الخميس المقبل عندما يلتقي البابا الكرادلة في اليوم الأخير من حبريته قبل أن يصبح "الأكس بابا" ثم ينتقل على متن مروحية في الساعة الرابعة مساءً وفق توقيت غرينتش، إلى المقر البابوي الصيفي في كاستل غوندولفو، جنوبروما، حيث سيودع للمرة الأخيرة المؤمنين والسلطات المحلية، وبعد ثلاث ساعات ستبدأ الفترة المسماة "الكرسي الشاغر."
ويجري انتخاب البابا حسب خطوات عدة أولها استدعاء الكرادلة ومن ثم المجمع السري، حيث يجري في سرية مطلقة داخل كنيسة السيستين ويقوم الكرادلة بالنقاش خلف أبواب مغلقة في الفاتيكان حتى يتفقوا على اختيار كاردينال يصبح بابا وقد تستغرق عملية الانتخاب أياما.
وتقتضي التقاليد بأن يُجهز مسبقا ثوب للبابا الجديد وأياً يكن قياسه، ويصنع للثوب ثلاث "نسخ". وما أن يتصاعد الدخان الأبيض من كنيسة "سيستين"، فهذا يدل على أن البابا قد انتُخِب، وتضعن راهبات في الفاتيكان تعديلات نهائية على الأثواب الأكثر ملاءمة، قبل أن يطل البابا المنتخب على شرفته لمواجهة العالم.
وصرح الأسقف الألماني رودولف ريغينسبورغ وهو المسؤول عن نشر الأعمال اللاهوتية للبابا بأن "البابا لن ينشر ولا كلمة بعد استقالته " الا أنه أعرب عن أمله أن بنيديكت السادس عشر سيستمر بالكتابة لينهي الأعمال التي بدأها سابقاً.
ومن الجدير بالذكر أن بابا الفاتيكان أعلن عن قراره بالاستقالة في 11 فبراير الجاري في الساعة الثامنة مساء حسب التوقيت المحلي، وذكر بيان صادر عن الفاتيكان أن البابا لم يعد يملك "القوة" المطلوبة للبقاء على رأس الكنيسة بسبب سنه.
وعلى الرغم من أن البابا قد وضح سبب قراره التاريخي بالتخلي عن منصبه طوعياً، إلا أن هذه الأسباب لم يجدها الكثيرون مقنعة، فرجحت صحف مختلفة بأن يكون القرار ما هو إلا هروب من مسؤولية البت في قضايا الفساد أو أن البابا استقال بعيد عرض ملف يحوي تفاصيل عن مجموعة من قساوسة الفاتيكان "يجمعهم ميلهم الجنسي" ويتعرضون للابتزاز وفق الصحيفة الإيطالية "ريبوبليكا ".