كشف مسؤول بميناء "العين السخنة" بالسويس عن مفاجأة تتعلق بأسباب توقف ميناء "السخنة" بالسويس، وحقيقة الصراع الدائر داخل الميناء وأسباب رفض عمال "بلاتنيوم" المعتصمين، الانضمام للشركات الجديدة، حيث أكد أن الشريك الأردني بشركة "بلاتنيوم" المنتهي تعاقدها، من أبناء نفس عائلة رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة موانئ "دبي" بميناء العين السخنة الربان الأردني الجنسية "أسامة الشريف"، الذي ينتهي تعاقده مع شركة موانئ دبي نهاية يونيو القادم. وقال مسؤول بالميناء طلب عدم ذكر اسمه، ل"الشروق": يجب أن يعلم الجميع أن شركة "بلاتنيوم" المعتصم عمالها بالميناء، هي شركة يمتلكها اثنين من الشركاء، الأول مصري الجنسية والثاني أردني الجنسية، وهو رجل الأعمال الأردني "عماد بركات" الذي يرفض حاليا أن تترك "بلاتنيوم" ميناء السخنة بالرغم من انتهاء عقدها بميناء السخنة؛ نظرا لأن شركة "بلاتنيوم" عقدها مع موانئ دبي خلال السنوات الماضية أن تحصل "بلاتنيوم" سنويا على 50 مليون جنيه سنويا، مشيرا إلى أنه ليس من السهل الخروج بيسر من ميناء السخنة بهذه البساطة.
وكشف المسؤول بالميناء، عن أن جميع المسؤولين بالميناء يعلمون جيدا صلة القرابة بين الشريك الأردني بشركة "بلاتنيوم" والربان الأردني الجنسية "أسامة الشريف" رئيس مجلس الإدارة التنفيذي بميناء السخنة، الذي كان في السابق رئيس مجلس إدارة شركة "تنمية العين السخنة" التي قامت ببيع 90% من حصتها لشركة موانئ دبي، الذي أبقى أسامة الشريف على 10% فقط، واشترط تولي منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي بميناء السخنة حاليا بشركة موانئ دبي، وأضاف المصدر أن "الشريف" سيخرج من منصبه في شهر يونيو القادم بعد انتهاء مدة عقد رئاسته لمجلس الإدارة التنفيذي.
وأوضح المسؤول بالميناء، أن "أسامة الشريف" لن يقبل خروجه وشركة "بلاتنيوم" بهذه السهولة من ميناء العين السخنة، أو أن ينتهي أي وجود له داخل الميناء.
وفي نفس السياق، أكد المسؤول في تصريحاته ل"الشروق"، أن ما يحدث من العمال غير مفهوم وغير مبرر، فالعمال المعتصمون يعملون في الأساس بشركة خدمات "بلاتنيوم" وعددهم 1200 عامل، ونحن اشترطنا علي شركات الخدمات الجديدة، التي تعاقدنا معها للعمل بالميناء، أن تقوم بالتعاقد بمميزات ورواتب أكبر مع جميع عمال "بلاتنيوم"، متسائلا: ماذا نفعل أكثر من ذلك؟
وأشار المسؤول، إلى أن عمال شركة موانئ دبي في ميناء العين السخنة 1300 عامل بالميناء، فمن المستحيل أن نقبل تعيين 1200 عامل من شركة "بلاتنيوم" دفعة واحدة في موانئ دبي، فهل هذا ممكن أن يحدث وهل يقبل أي مستثمر هذا الوضع.
على الجانب الآخر، يؤكد عمال "بلاتنيوم"، أنهم يطالبون فقط بالتعيين في شركة موانئ دبي؛ لأنهم ظلوا يعملون لسنوات بعقود مع شركة بلاتنيوم، وأنه يجب شعور العامل أنه لا يتعرض في كل وقت للتهديد للخروج من الميناء.
الجدير بالذكر، أن النائب العام السابق عبد المجيد محمود أحال ملف قضية ميناء "العين السخنة" المتهم فيها "جمال مبارك" نجل الرئيس السابق حسني مبارك إلى نيابة الأموال العامة، التي كشفت التحقيقات عن دور نجل الرئيس في إعطاء صديقه رجل الأعمال "عمر طنطاوي" وشركاء أجانب حق إدارة ميناء العين السخنة لمدة 25 عاما، مقابل 800 مليون، بالرغم من قيام الدولة بتحمل جميع تكاليف إنشاء الميناء، التي تجاوزت مليار جنيه و20 مليونا، الذي لم تدفع الشركة الحاصلة على الميناء أي تكاليف سوى 8% فقط.
وكشفت تحريات الأموال العامة والرقابة الإدارية عن قيام نجل الرئيس بتعيين رجل الأعمال بالحزب الوطني بمحافظة السويس في مواقع قيادية، خلال فترة حصوله على حق إدارة الميناء من أجل السيطرة على الأصوات الرافضة للتفريط في الميناء داخل المحافظة ولدعم الشركاء الأجانب في نفس الوقت.
وكانت عدد من البلاغات قدمت للنائب العام ضد كل من عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، ووزير النقل والمواصلات السابق، ورئيس هيئة موانئ البحر الأحمر السابق، وأسامة الشريف رئيس مجلس إدارة شركة تنمية العين السخنة، وعمر طنطاوي نائب رئيس مجلس إدارة شركة تنمية ميناء السخنة، وذلك للتحقيق معهم بشأن التعاقد مع شركة تنمية ميناء السخنة، واسترداد قيمة المبالغ التي تم تحصيلها عن الفترة الماضية بدون وجه حق.
وجاء نص التحريات لتؤكد وجود صلة بين تولي عمر طنطاوي صديق نجل الرئيس السابق، منصب أمين شباب الحزب الوطني وبين حصول رجل الإعمال عمر طنطاوي والربان أسامة الشريف على حق إدارة ميناء العين السخنة مقابل 800 مليون جنيه لمدة 25 عاما، بالرغم من إنشائها بأموال الحكومة المصرية التي تكلفت مليار و20 مليون جنيه، التي استطاعت طوال السنوات الماضية إصابة ميناء الأدبية التجاري بالشلل التام، نتيجة الاحتكارات البحرية والتجارية التي حصلت عليها إدارة الميناء قبل بيعها حق الإدارة.