أعرب عدد من السينمائيين العرب المشاركين فى مهرجان الرباط السينمائى عن حزنهم لتجاهل دور العرض المصرية عرض أفلامهم، فى الوقت الذى يحظى فيه الفيلم المصرى بحضور قوى فى بلدانهم، ودعوا الموزعين المصريين إلى فتح الطريق أمام المشاهد المصرى لمتابعة أعمالهم. بدوره، أكد السيناريست المغربى يوسف فاضل، والذى تم تكريمه من قبل المهرجان أن سينما المشرق العربى تواجه مشكلة كبيرة فى التسويق بالدول العربية، مطالبا «مصر بالتنازل عن هيمنتها على الجماهير العربية وترك جزء من الكعكة لسينما المغرب العربى». واعترف، فى الوقت نفسه، بأن عرض الأفلام المغربية فى الوطن العربى تواجهه العديد من المشكلات أبرزها اللهجة، فضلا عن عدم اهتمام المخرجين المغاربة بذلك، مادام هناك دول غربية تمول أفلامهم وبالتالى فهم يهتمون بهذه البلدان أكثر. أما المخرج المغربى مؤمن السيدحى، والذى قدم فيلمين فى مصر عام 1990 أحدهما تسجيلى بعنوان «تقارير موجزة فى السينما المصرية»، والثانى روائى طويل بعنوان «سيدة القاهرة»، فقال إن المشكلة تكمن فى الموزعين الذين لا يهتمون إلا بالمكسب المادى بأسرع طريقة. وأضاف: حتى نستطيع أن نجعل المواطن العربى يقبل سينما مختلفة عن السينما المصرية، فإن هذا سيأخذ وقتا. أيضا ليس كل ما ينتج هنا صالح للعرض فى الخارج.. نعم هناك أفلام تصلح ولكنها ثقافية لا يقبلها الجمهور بسهولة. المخرجة المغربية فريدة ديليزيد، أرجعت سبب غياب الأفلام المغربية فى العالم العربى إلى عدم وجود موزع محترف، وأضافت: نحن نواجه مشكلة فى التوزيع الداخلى لأفلامنا بسبب عدم وجود الموزع.. وفى حين يوجد موزعون للأفلام المصرية فى المغرب ولا يوجد موزعون للأفلام المغربية! ويتفق معها فى الرأى المخرج اللبنانى «جان شمعون» الذى يؤكد أن المشكلة تتلخص فى عدم وجود موزع يقبل أن يغامر بعرض فيلم غير مصرى فى دور العرض العربية لأن فرص تحقيقه لأرباح ضعيفة للغاية. وأضاف أن الحل يكمن فى إنتاج أفلام مشتركة تروج لثقافات مختلفة حتى يمكن تقبل الثقافات المختلفة عن المصرية بمساعدتها، وقال «والله أنا لا أعرف ماذا أفعل.. أقدم أفلاما تحصل على جوائز من مهرجانات محترمة ثم أذهب بها إلى الموزعين المصريين فيرفضونها». أما المخرج التونسى إبراهيم لطايف فيقول: فيلمى «7 شارع الحبيب بورقيبة» بدأ عرضه فى فرنسا منذ 11 مارس الماضى وما زال حتى الآن فى دور العرض، كذلك عرض فيلمى السابق فى بلجيكا وأمريكا وفرنسا، ومعنى ذلك أننا ننتج أفلاما تصلح للعرض خارج الحدود الضيقة للوطن ولكنها فى نفس الوقت غير صالحة للعرض فى المشرق العربى. واعترف أنه من الصعب جدا عرض فيلم تونسى فى مصر، مؤكدا أن الأبواب مغلقة أمامه رغم أن الفيلم المصرى فى تونس له شعبية كبيرة جدا، معربا عن اعتقاده بأن الحل فى يد الموزعين والذين يجب أن يمنحونا الفرصة ويمكننا جذب الجمهور المصرى لمشاهدة أفلامنا.