تعهد المانحون الدوليون المجتمعون في الكويت بما مجموعه 1.5 مليار دولار لمساعدة المدنيين السوريين الذين تضرروا جراء النزاع في سوريا، حسب الأممالمتحدة. ولدى افتتاح المؤتمر، دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد آل الصباح، إلى مضاعفة الجهود الإنسانية، معلنا تبرع الكويت بمبلغ 300 مليون دولار.
وأضاف الأمير ان "التقارير المرعبة" بشأن العنف المرتكب هناك "تبعث على القلق بشأن الأمن في سوريا ومستقبلها".
وتعهدت الإمارات العربية المتحدة، التي مثّلها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمبلغ 300 مليون دولار، في حين تعهدت السعودية، التي مثّلها وزير ماليتها إبراهيم العساف، بالمبلغ ذاته.
وتعهدت وزيرة التعاون الدولي البريطانية، جوستين جرينين، بمبلغ 50 مليون دولار، في حين تعهدت البحرين على لسان ولي عهدها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بمبلغ 20 مليون دولار، ووزارة الخارجية الألمانية بمبلغ 10 ملايين (نحو 13.5 مليون دولار).
وتعهدت منظمات غير حكومية في الكويت بمبلغ 183 مليون دولار.
وفي نهاية المؤتمر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن السقف الذي وضعته الأممالمتحدة قد تم تخطيه وهو 1.5 مليار دولار.
وحددت الأممالمتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي هدفا بجمع 1.5 مليار دولار، قائلة إن المبلغ مطلوب لتوفير الطعام والمأوى ومساعدات أخرى خلال النصف الأول من العام الجاري لأربعة ملايين سوري في الداخل و700 ألف لاجئ سوري في الخارج اضطروا للفرار من بلدهم.
"أوقفوا العنف"
وفي كلمته أمام المؤتمر، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، جميع الأطراف إيقاف القتال "باسم الإنسانية".
ووصف بان كي مون في كلمته أمام المانحين الوضع في سوريا بأنه "كارثي".
وأضاف قائلا "أناشد جميع الأطراف وخصوصا الحكومة السورية إيقاف القتل...باسم الإنسانية، أوقفوا القتل، أوقفوا العنف".
ودعا أيضا إلى تخصيص مساعدات مالية عاجلة للسوريين بهدف تخفيف معاناة المدنيين، محذرا من أنه في حال عدم وصول الموارد، سيموت المزيد من السوريين.
وحذر ملك الأردن عبد الله الثاني الذي تستضيف بلاده نحو 224 ألف لاجئ من أن الموارد قد "استنفدت وإننا قد وصلنا إلى نهاية الطريق".
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري أموس، قالت في وقت سابق إن الظروف الجوية خلال الشتاء فاقمت الأوضاع بالنسبة إلى اللاجئين السوريين في الخارج والنازحين داخل سوريا إذ أن العديد منهم يضطرون إلى تدبر أمورهم بدون ملابس مناسبة أو بطانيات أو وقود.
وأضافت قائلة "نشاهد كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا".
أطباء بلا حدود دعت الكويت إلى مضاعفة الجهود الإنسانية للتعامل مع الوضع المتفاقم
وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) الخيرية إن المساعدات الدولية لا توزع بشكل عادل داخل سوريا، إذ تتلقى مناطق خاضعة للحكومة السورية معظمها تقريبا.
وقالت رئيسة المنظمة، ماريا بيير ألي، في بيان إن نظام المساعدات الحالي عاجز عن معالجة الظروف السيئة التي تواجه الناس.
وأضافت أن ثلث سكان سوريا - أي نحو سبعة ملايين شخص - يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة المسلحين.
وقال بانوس مومتسيز، منسق الاممالمتحدة الاقليمي لشئون اللاجئين السوريين لبي بي سي، إن الاممالمتحدة ستعمل على ايصال هذه المساعدات الى مستحقيها من خلال منظماتها العاملة داخل الاراضي السورية وفي دول الجوار، كما سيترك للدول المانحة حرية اختيار الطريقة المناسبة لايصال هذه المساعدات.
وأشار موفد بي بي سي عمرو جميل إلى أن الدولة المضيفة حرصت على إضفاء الطابع الانساني على المؤتمر، من خلال الامتناع عن دعوة أي من اطراف المعارضة السورية او ممثلي النظام.
لكن الاعتبارات السياسية ظلت ماثلة، حيث غادر ممثل ايران في المؤتمر، نائب وزير الخارجية حسين امير، الجلسة الافتتاحية ليتحدث الى الصحفيين عما اسماه بمسئولية "الارهابيين" وداعميهم عن مأساة الشعب السوري، مؤكدا في الوقت نفسه دعم طهران الكامل لنظام الاسد.
مذبحة حلب على صعيد آخر، حمّلت وسائل الإعلام السورية الرسمية مقاتلي المعارضة المسؤولية عن مذبحة شهدتها مدينة حلب، حيث عثر الثلاثاء على جثامين أكثر من 70 رجلا ومراهقا ملقاة على ضفاف نهر قويق.
وعلى الصعيد السياسي، قال معتز الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري، وهو تكتل المعارضة الرئيسي، على حسابه بموقع فيسبوك إنه "مستعد لإجراء مباحثات مباشرة مع ممثلي النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول".
ووضع الخطيب شرطين لذلك، أولهما إطلاق سراح 160 ألف شخص يقول إنهم معتقلون بالسجون ومقرات المخابرات، وثانيهما استئناف السفارات السورية في الخارج إصدار جوازات سفر جديدة للسوريين.