رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة، اليوم السبت، أن التدخل العسكري في مالي لردع تقدم الجماعات المسلحة المرتبطة بحركة تنظيم القاعدة في البلاد، ليس بالأمر الهين، كما تصوره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأوضحت الصحيفة في تقرير، أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه عقب مرور ساعتين من استغاثة حكومة مالي، قرر الرئيس الفرنسي إرسال طائرات حربية وقوات برية لمساعدة جيش مالي، ومنع سيطرة الجماعات المسلحة على العاصمة.
وذكرت الصحيفة، أنه كان من المفترض أن تكون العملية سهلة وسريعة متمثلة في منع زحف الجماعات، وعودتهم إلى جحورهم في شمال مالي، بهدف كسب الوقت أمام نشر قوة إفريقية لإعادة استقرار الوضع إلا أن الأمر تحول إلى عملية عسكرية دبلوماسية معقدة، مما دعا نقاد هولاند لتشبيهها بما حدث في فيتنام أو أفغانستان.
وتابعت الصحيفة، أن الرئيس هولاند المشهور بتردده أقحم بلاده في مهمة في غاية الصعوبة صعب المناص منها، حيث تقاتل فرنسا للحفاظ على تكامل دولة مقسمة بالفعل إلى نصفين، كما تقاتل لإحياء حكومة داخلية ليس لديها شرعية ديمقراطية تولت مقاليد الحكم عقب انقلاب.
ورجحت الصحيفة أن الشعور بالقلق والخوف من تحول دولة مالي إلى صومال جديدة، وسيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة عليها دفع فرنسا إلى اتخاذ هذه الخطوة، كما دفع هذا الاحتمال المنطقة بأسرها ومن بينها الجزائر إلى دعم هذا التدخل المدعم أيضًا من قبل مجلس الأمن الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة الفرنسية لاقت أيضًا دعمًا عريضًا من الحلفاء مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا التي أرسلت طائرات حربية لتدعيم التدخل في مالي .
ونوهت الصحيفة بأن فرنسا كان من المفترض أن تمارس دورًا مدنيًا واسع النطاق وليس الانضمام في قتال وإرسال قوات برية لأن الأمر برمته يخص الجيش المالي وقوات إفريقية من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" من أجل قتال الجماعات المسلحة والقضاء عليهم .