أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الباحث الأثري المصري، أن مصطلح السامية ليس له أي أساس علمي، وهو لفظ ابتدعه العالم اليهودي النمساوي الأصل الألماني الجنسية، شلوترز عام 1781، مطلقًا لفظ السامية والساميين على الشعوب القديمة، التى كونت حضارات فجر التاريخ محددًا جغرافيا استعمارية على شعب بعينه من البحر المتوسط غربًا إلى الفرات شرقًا، وقد راقت فكرته للدوائر الصهيونية التي روجت للفكرة. وأوضح ريحان أن شلوترز اعتمد على ما ذكر في التوراة بسفر التكوين " الإصحاح العاشر: 21 ` 31 والإصحاح الحادي عشر: 1 ` 26 " الذي ينسب هذه الشعوب القديمة إلى ثلاثة أقسام وهم الساميون نسبة إلى سام بن نوح، والحاميون نسبة إلى حام بن نوح، واليافثيون نسبة إلى يافث بن نوح، وهو تقسيم عرقي على أساس من اللون، فاللون الأسود سمة الحاميين الذين يسكنون القارة الأفريقية، واللونان الأبيض والأصفر سمة اليافيثين؛ وهم أصل الشعوب الهندو أوروبية بمنطقة الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم، ممثلة في بلاد فارس وأسيا الصغرى والشعوب الأوروبية واللون المتوسط بين هذين اللونين هو لون الساميين ويقصد بهم الشعوب، التي تقيم في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد ما بين النهرين "العراق القديم "، إضافة إلى سكان سوريا ولبنان وفلسطين.
وأشار إلى أنه ورغم تضمنها فلسطين، لكن تم استبعاد الكنعانين أصحاب أرض فلسطين من هذه القسمة، ونسبوا إلى الحاميين كنوع من الانتقام وأصبح العداء للسامية مصطلح يشير إلى عداء الشعوب اليافثية والحامية للجنس السامي، الذي اختزلته التوراة في اليهود فحسب.
وأكد مستندا إلى كتاب " العرب قبل الإسلام " للمؤرخ جواد على أنه لا يوجد أي دليل علمي على ما ذكره شلوترز عن هذا النسب، وأن مصطلح السامية قام على بواعث عاطفية على أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب.
وأوضح ريحان، أن كلمة شعوب سامية هي كلمة مبهمة، ويجب أن تستبدل بكلمة " شعوب عربية " وهو المعنى العلمي الحقيقي، الذي تؤكده حقائق التاريخ والآثار لأنه لا يوجد بمنطقة الشرق الأدنى قديمًا أو حديثًا أي شعب يطلق على نفسه شعب سامي يتحدث بلغة يطلق عليها سامية والمعروف تاريخيًا منذ القدم وحتى اليوم هو الشعب العربي ولغته هى العربية، وهو الوريث الشرعي لكل اللغات الشرقية القديمة، التي أطلق عليها شلوتزر اللغات السامية وحتى أصحاب تلك الحضارات القديمة لم يطلقوا على أنفسهم ساميين ولا لغتهم بالسامية، وإنما تسموا بأسماء قبائلهم، التي هاجرت من جزيرة العرب . وأضاف ريحان " أما اسم سام فهو موجود فى التوراة وفي أخبار وروايات المؤرخين العرب القدامى الذين جعلوا العرب من ذريته ولكن الثابت والمتداول منذ عصور الجاهلية وحتى اليوم أن العرب أمة قديمة لسانها عربي ولغتها العربية " .
واستشهد بدراسات عالم اللغات والكتابات القديمة الدكتور محمد بهجت القبيسي في تأكيده، أن كلمة سام لم تظهر بالنقوش والكتابات القديمة، وإنما وردت كلمة عرب في هذه الكتابات ودراسات الدكتور عبد الوهاب المسيري، التي تؤكد أن الصهاينة ينقلون الأفكار الدينية من مجالها الديني للمجال السياسي، وقد شاعت بدعة اللاسامية " ضد السامية " كحجة يطلقها الصهاينة على كل من يقف في طريق مشروعهم التوراتي الميعادي، وأصبح العرب حسب النظرية الصهيونية أعداء للسامية واللاساميين .
وأكد ريحان، أن استخدام أوروبا حاليًا لمصطلح السامية واللاسامية ناتج عن الإعلام الإسرائيلي، الذي يروج لفكرة أن اليهود ساميين ومن تبقى من البشر غير ذلك ويرفض علماء التاريخ والآثار المعاصرون استغلال المبدأ التوراتي، في تقسيم طبقات الأمم ويرفضون نظام السلالات القائم على موقف سياسي استعماري .
وأشار إلى أنه رغم أن مصطلح السامية مصطلح وهمي إلا أن أي شخص يعارض الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإقامة المستوطنات وإبادة شعب بأكمله وطرده من أرضه، وقتل أبنائه وتدنيس مقدساته والسعى لهدم الأقصى الشريف ثاني القبلتين وثالث الحرمين، لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، وتهويد التاريخ والآثار والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين يتهم بمعاداة السامية.
وطالب الدكتور ريحان كل العرب برفض هذا المصطلح الوهمي واستبداله بمصطلح العربية، واتهام كل من يعبث بالحقوق العربية ويدنس المقدسات الإسلامية بالمعادي للعرب والمسلمين.