نظمت جبهة الشباب الليبرالي، المؤتمر التأسيسي الأول لها، والتي أعلنت فيه عن تأسيس "التيار الشبابي المستقل"، لدعم فكرة الليبرالية في مصر، والخروج من عباءة الليبراليين الكبار، الذين يخشون الحديث عن لليبرالية، فيما شهد المؤتمر مهاجمة السياسة التي تنتهجها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها "الحرية والعدالة"، والتنديد بما أسموه "الديكتاتورية الجديدة"، وترسيخ مبادئ القمع والتطرف. بدأ المؤتمر بوقف الحضور دقيقة حدادًا على أروح ضحايا قطار البدرشين وضحايا عقار الإسكندرية المنهار، فيما افتتح المؤتمر محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، حيث دعا شباب التيار الليبرالي إلى الالتزام بوحدة الصف؛ "لأن مصر تشكو من الانشقاقات"، كما حثهم على السعي إلى ضم كافة فئات المجتمع والتواصل مع الطبقات الفقيرة. وقال الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار: "إن الشباب هم من بيدهم ستتقدم مصر"، مؤكدًا على أن ثورة 25 يناير هي الدافع الأول والأساسي لتقدم الشباب إلى الواقع السياسي، والدخول في اللعبة السياسية، وبناء كوادر حقيقية تدعم الديمقراطية.
ومن جهته، قال محمد منصور حسن، منسق جبهة الشباب الليبرالي: "إن الهدف من تشكيل الجبهة رغم وجود العديد من الأحزاب والتيارات السياسية على الساحة السياسية، هو أن الشباب جريء أكثر من القيادات في الحديث عن الليبرالية، ولديه ثقة في قدرته على مناقشة المجتمع المصري، وإقناع الشعب بالفكر الليبرالي"، مؤكدًا أن جميع الشباب الذين دخلوا الجبهة هم شباب وطني مخلص. وعلى هامش المؤتمر، قال الدكتور يحيي الجمل، الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق: "أشكر من يحكموننا الآن لأنهم من جعلونا ندرك الخطر ونتوحد قبل فوات الأوان"، مضيفًا " الفاشية البوليسية لا تمثل خطرًا إذا ما قورنت بالفاشية الدينية".
كما تحدث الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة عن معنى الليبرالية بعبارة " هي أن يتسق داخلك مع خارجك وألا تخجل من التعبير عما بداخلك"، مبديًا إعجابه بشعار الجبهة، والذي يعبر عن طائر يحلق للتعبير عن الحرية.
وأضاف الدكتور هاني سري الدين، القيادي بحزب المصريين الأحرار، أنه لا خلاف بين الفكر الإسلامي والدين وبين الليبرالية نهائيًا، مشددًا على ضرورة الالتزام بوحدة الصف والعمل في شكل مؤسسي منظم، واحترام الرأي الآخر للتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة.
في غضون ذلك استخدم شباب التيار شاشة عرض، بثوا من خلالها مقطع فيديو لم يتجاوز الخمس دقائق، تؤكد على استمرار الثورة، والتأكيد على أهمية الليبرالية والحث على مبدأ احترام الآخر والإبداع في كافة المجالات، والمطالبة بغد أفضل يضمن للمواطن "عيش وحرية وكرامة".
فيما دعت جبهة الشباب الليبرالي جموع الشعب المصري إلى الخروج يوم 25 يناير المقبل في جميع ميادين الثورة في القاهرة وجميع المحافظات، للتأكيد على استمرار الثورة والمطالبة بتحقيق مطالبها، والتنديد بالسياسة التي ينتهجها تيار الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين في سدة الحكم وترسيخ ديكتاتورية أكثر قمعًا وفسادًا وتطرفًا، بالإضافة إلى التأكيد على رفض "الدستور المشوه الذي كتبته جمعية غير شرعية"، على حد تعبيرها. وعقب انتهاء المؤتمر ردد شباب التيار هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام وحزب الحرية والعدالة؛ كان من بينها "يسقط يسقط حكم المرشد" و"اسمع اسمع يا بديع حق الشهدا مش هيضيع"، و"ليبرالية ليبرالية".
و قد شارك في المؤتمر الذي عقد مساء أمس الأربعاء، بمقر نقابة الصحفيين، عدد من الشخصيات البارزة على الساحة السياسية ورؤساء الأحزاب؛ من بينهم الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، والدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عمرو الشوبكي، ومارجريت عازر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد سابقًا.