مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يعقد الاجتماع الأول لوزراء الطاقة من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية‾(الأسبا) والذي يبدأ فعالياته في أبو ظبي اليوم ويستمر لمدة أربعة أيام، أهمية خاصة لعدة اعتبارات: أولها، أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لما تم إعلانه في مؤتمر قمة الدوحة بين الطرفين في عام‾2009‾، بشأن الالتزام بتعزيز بناء آليات للتعاون وتبادل المعلومات في قطاعات النفط والغاز الطبيعي والمصادر الأخري للطاقة بما في ذلك تبادل الخبرة التقنية ونقل التكنولوجيا وتدريب الموارد البشرية، وإعلان قمة ليما 2012 الذي يدعو إلي السعي لجعل قطاع الطاقة بمثابة المحور الرئيسي لمجالات التعاون بين الإقليمين خلال السنوات المقبلة. ثانيها، أن هذا الاجتماع يتزامن مع اجتماع "أسبوع أبوظبي للتنمية المستدامة" الذي تنظمه الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة " إيرينا" وفعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد يوم الأربعاء المقبل (15-17 يناير) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، التي تعتبر من أبرز المؤتمرات السنوية العالمية الهادفة إلي تعزيز التقدم في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة وتعزيز الكفاءة في توليد واستهلاك الطاقة، من خلال إشراك القادة السياسيين والأكاديميين وقادة قطاعات المال والأعمال والصناعة في حوار بناء لتعزيز الابتكار وتقديم فرص الاستثمار والأعمال من أجل التصدي للطلب المتنامي علي موارد الطاقة المستدامة.
أما ثالث الاعتبارات، وتتعلق بما تردد من معلومات عن بدء التفكير الاستراتيجي في واشنطن في إقصاء منطقة الخليج العربي من معادلة أمن الطاقة الأمريكي، على خلفية أن الولاياتالمتحدة سوف تكون قادرة على الاستغناء عن النفط العربي في غضون أعوام قليلة، حيث يظهر التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية أن أضخم المخزونات العالمية من النفط القابل تقنيا للاستغلال لم تعد موجودة في الشرق الأدنى (1200 مليار برميل)، بل في شمال القارة الأمريكية (2200 مليار برميل، 1900 مليار منها غير تقليدية) .