قررت نيابة الجمالية، انتداب المعمل الجنائي، لكشف ملابسات الحريق الذي شب مساء أمس بحارة اليهود، ملتهما محتويات 10 محلات تجارية وعدد من الشقق السكنية، بما قدرت قيمته ب 8 ملايين جنيه كخسائر مبدئية. كما أمرت النيابة المباحث بسرعة إجراء تحرياتها حول الحريق، فيما كشف أحد المتضررين أن الحريق نشب بشكل عمدي لتمكين أحد رجال الأعمال لاستلام محلات متنازع عليها.
"الشروق" انتقلت إلى مكان الحريق حيث انغمرت الطرقات المؤدية لحارة اليهود بالمياه نتيجة عمليات الإطفاء، بينما عمل أصحاب المحلات بالمنطقة على إزالة المياه ومحاولة سحبها إلى الصرف الصحي، فضلا عن مساعدتهم قوات الدفاع المدني في إطفاء الحريق.
"مش معقول عقب سيجارة يولع الدنيا دي كلها"، بهذه الكلمات بدأ مصطفى عنتر، وهو أحد المتضررين من الحريق، حديثه إلى "الشروق"، حيث أكد أنه كان موجودا بالحارة حتى الساعة السادسة مساءً وفور وصوله إلى منزله تم إبلاغه بنشوب الحريق، فتوجه على الفور إلى مكان الحريق حيث وجد رجال الإطفاء، مشيرا إلى أن محلات الحارة تعتبر يوم الأحد إجازة رسمية لهم.
وأضاف "عنتر" أن الحريق تسبب في إتلاف 3 مخازن بمحتوياتها التي تقدر بمليون ونصف لكل مخزن، كما تسبب الحريق بالإضرار بمحتويات أكثر من 10 محلات أخرى، سواء عن طريق اشتعال النيران بها أو نتيجة المياه التي أطلقها رجال الحماية المدنية والأهالي لإطفاء الحريق، مشيرا إلى ان تلك المحلات بها إكسسوارات سريعة التلف بالإضافة إلى مخزن قماش آخر.
متضرر آخر رفض ذكر اسمه، قال ل"الشروق" إن أحد رجال الأعمال قام بشراء عدد من العقارات المحيطة بحارة اليهود وأراد أن يهدم تلك العقارات على أن يقوم ببنائها مرة أخرى من جديد، الأمر الذي أثار غضب أصحاب المحلات، مشيرا إلى أنه حصل على قرار إزاله للعقارات، ولكنه لم يستطع تنفيذ هذا القرار، مرجحا أنه وراء الحريق وأنه استغل إجازة أصحاب المحلات يوم الأحد وقام بارتكاب جريمته.
من جهته، حمل الخبير الأمني اللواء رفعت عبد الحميد حكومة هشام قنديل مسئولية الحريق، قائلا خلال تصريح خاص ل"الشروق"، إن هناك تراكمات لأكوام القمامة تركها مسئولو الحي دون رفعها أولا بأول، ما تسبب في انتشار الحريق بصورة أسرع، مؤكدا أن حريق حارة اليهود إهمال واضح من الحكومة.
وأضاف "عبد الحميد"، أن ما حدث في حارة اليهود لا يمكن أن يكون له علاقة بتصريحات الدكتور عصام العريان بشأن دعوة اليهود للعودة إلى مصر، مشيرا إلى أن حواري اليهود ليست فقط بحي الموسكي، ولكن يوجد أيضا حارة لليهود بالإسكندرية بدائرة قسم المنشية، كما يوجد في منطقة محرم بك ما يسمى بملجأ اليهود الأيتام، لافتا إلى أن تلك الحارات لها طابع تاريخي وتعد دليلا على تقارب الأديان وليس لها طابع سياسي من قريب ولا من بعيد.