تركزت خطب الجمعة، في غالبية مساجد المحافظات، اليوم، علي قضية وحدة الصف ونبذ العنف وعدم إثارة الفتن بين المصريين، وابتعدت أغلبها عن الخوض في أي قضايا سياسية. ففي الإسماعيلية، دعا أئمة المساجد إلى الحفاظ على مصر واستقراراها، لأن الوطن لن يتقدم طالما استمرت النزاعات بين أبنائه، وطالبوا بنبذ الفرقة استشهاداً بقول الله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا".
وفي أسيوط، طالب عدد من الخطباء بمراكز أبوتيج وديروط والبداري والقوصية، المصلين بالتدقيق في اختيار من يمثلهم في انتخابات مجلس النواب القادمة، وعدم الانصياع وراء المهاترات والخلافات الحزبية والسياسية، باختيار الأنفع امتثالا لقول الحق "خير الناس أنفعهم للناس".
وفي الغربية، وجّه خطيب مسجد بطنطا حديثه للمصلين، قائلاً: "استعدوا من الآن لاستقبال اليهود ليكونوا لكم جيراناً وإخواناً وأصدقاء، ولا تندهشوا عندما يجاورونكم في منازلكم ويتقاسمون معكم لقمة عيشكم، لأن هناك من المأفونين من يرغبون في ذلك، ومن دعا اليهود قتلة الأنبياء للحياة على أرض مصر، رغم أن التاريخ الأسود لليهود يؤكد على أنهم قتلوا وحدهم 70 نبياً على قبة الصخرة ببيت المقدس، وكانوا شوكة في حلق الرسول عليه السلام ودبروا المكائد للمسلمين".
ووصف الخطيب صاحب دعوة عدوة اليهود إلي مصر بأنه "فقد عقله وصمت أذنه وعميت بصيرته وبصره"، كما استعرض قصة نبي الله يحيى بن زكريا الذي قتله اليهود وقطعوا رأسه، ثم شقوا جسد والده نبي الله زكريا بالمنشار نصفين، انتقاما لبغي من بغايا بني إسرائيل، وأن اليهود انتفضوا انتقاما لملكهم الذي أهلكه الله وقالوا إن الله انتقم لنبيه زكريا فلننتقم لملكنا.
وفي الأقصر، رفض الداعية الشيخ علاء مفتاح في خطبة الجمعة، الهجوم الإعلامي ضد الدعاة ورموز الإسلام، وقال: "الجميع يعرف أننا تكلمنا يوم صمت الناس في العصر البائد، وناضلنا يوم اختفى الناس، وقضينا سنوات طويلة خلف الأسوار من أجل وطننا وتهيئة الحياة الكريمة لكل المصريين، وخرجنا ولم نحمل في قلوبنا حقداً لأحد".
وحول دعوة البعض لغلق الصحف أعلن مفتاح رفضه لغلق أي صحيفة، ووجه رسالته لأهل الاعلام، قائلاً: "ابحثوا عن مواد إعلامية صادقة وليس السباب والشتائم، بعد أن تحول الوطن إلى جحيم".
وفي الوادي الجديد، دعا عدد من خطباء المساجد إلى ضرورة التمسك والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، وبالأخص في تلك الفترة، وضرورة التوحد للنهوض بالبلاد وباقتصادها والعمل على رقيها، وقال خطيب مسجد مركز شباب مدينة الخارجة الشيخ أحمد الراجحي: "لابد أن نتمسك بذكر الله في كل وقت وحين، فهو خير معين لنا في تلك الفترة التي تتطلب أن ننحى خلافاتنا السياسية جانباً، والبعد عن أي عمل يفرق الأمة وأن نتجه إلى العمل الحقيقي لنرفع معدلات الاقتصاد القومي".
وفي القليوبية، طالب الخطباء الشعب المصري إلي الاعتصام ووحدة الصف خلال المرحلة الحالية والتخلي عن المصالح الشخصية، والبعد عن التحزب والخلافات والعمل على توحيد الصف وإرساء الاستقرار، والسعي لبدء بناء مؤسسات الدولة.
كما دعوا القوى السياسية إلى الجلوس على مائدة الحوار لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الفرقة، والعمل على توقف الإضرابات والمظاهرات الفئوية والوقفات الاحتجاجية حتى تستقر الأمور، مؤكدين أن إقرار مشروع الدستور والموافقة عليه يمثل بداية وخطوة جديدة للالتفاف حول الرئيس مرسى، لبناء مصر الجديدة وإعلاء شعار مصر فوق الجميع.