أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مساء الخميس، أنها قررت إلغاء احتفال كانت ستقيمه في غزة الثلاثاء المقبل، بمناسبة ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين، بعدما قيدت الحكومة المقالة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أماكن الاحتفال لأسباب وصفتها بالأمنية.
وقال يحيى رباح- نائب المفوض العام لحركة فتح في قطاع غزة، في مؤتمر صحفي، إن "حماس أفشلت كل الحوارات والوساطات التي جرت خلال العشرين يومًا الماضية بشأن ترتيبات الاحتفال".
وكانت فتح، تريد إقامة مهرجان حاشد إما في ساحة الكتيبة الخضراء، أو في ساحة السرايا وسط غزة، لكن حماس قالت إن لديها تقارير أمنية تفيد بأن بعض الأطراف تخطط لتخريب المهرجان، واقترحت إقامته إما في ملعب اليرموك –الذي تعرض للقصف في العدوان الإسرائيلي الأخير- وإما في محيط المستوطنات المحررة.
بيد أن يحيى رباح، ومسؤولين آخرين في حركة فتح، رفضوا تعلل حماس بالأمن، وطالبوها بالإفصاح عن المبررات الأمنية لتقييد الاحتفال. وقال رباح، إن قيادة حماس تعلم أن منطقة المستوطنات المحررة لا توجد فيها بنية تحتية، في حين أن ملعب اليرموك تعرض للقصف، وهو آيل للسقوط.
وقبل الإعلان عن إلغاء الاحتفال، حذر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة، من التداعيات السلبية لتقييد الاحتفال على جهود تحقيق المصالحة، مشدداً على أنه ليس من حق أحد حرمان شعب غزة من إحياء ذكرى انطلاقة ثورته بالطريقة التي يختارها.
وقال، إن أبناء الثورة الفلسطينية في غزة سيحيون هذه الذكرى بالطريقة التي يرونها مناسبة.
وفي وقت سابق يوم الخميس، قال المتحدث باسم حماس- سامي أبو زهري، إن حركته اقترحت على فتح تنظيم الاحتفال في ملعب اليرموك أو عند أطراف منطقة المستوطنات المحررة، مشيرًا إلى أنهما يتسعان لعشرات الآلاف.
وكان القيادي في حماس أحمد يوسف، أعلن من جهته أن منع إقامة المهرجان في مكان واحد ناتج عن تقارير أمنية لدى الحركة والحكومة المقالة، تحذر من إمكانية حصول مشاكل.
وقال يوسف، إن حماس ليس لديها أي مانع من تنظيم فتح لحفل انطلاقتها، ولكن تحفظها كان على المكان فقط، وتحدث عن "أكثر من عنوان" داخل حركة فتح، قائلاً إن هذه الحركة "ليست على قلب رجل واحد".
واقترح يوسف، على فتح إقامة عدة أنشطة بغزة تليق بذكرى انطلاقة فتح التي جاءت بعد الانتصارين السياسي والعسكري للقضية الفلسطينية، في إشارة إلى المواجهة الأخيرة بين المقاومة وإسرائيل، ومنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة.
وحسب قول يوسف أيضًا، فإن قدرة حماس على السيطرة على احتفالها عند زيارة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، جاء بسبب سيطرتها على الساحة في غزة.